جميع المواضيع


العصبية  والقبلية والعنصرية
مرض اجتماعي خبيث وفيروس وبائي فتاك، وسرطان مدمر للبشرية، حاربه الإسلام حربا لا هوادة فيها إنه : العصبية، والقبلية، والعنصرية...!يا مالي، يا سنغالي، يا غيني،... وأخطر من ذلك يا بمبري يا سنغوي يا فولاني يا طارقي ،كل هذا يقال على وجه السخرية والفخر والعجب لا على وجه التعريف والتمييز.
جاء الإسلام والناس في جاهلية جهلاء فأخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الجور والظلم إلى القسط والعدل، ولكن الأمة الإسلامية مازالت تعيش تحت هذا المرض الخطير، والمخدر العفن النتن، وهذه الظاهرة العجيبة تسري بين المسلمين وتسود العالم تحت شعارات مختلفة، ومبادئ كثيرة كاللون والدين واللغة .
فالتعصب هي التي يجعل الإنسان ضد حق غيره، واحتقار شخصيات الآخرين ومعتقداتهم وأنسابهم.
ومن أنواعها :
- التعصب القبلي أو النسبي :وهو من أقدم أنواع التعصب، فلذالك نجد نبينا الكريم نوح عليه السلام يخاطب ابنه فيقول :   {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ}[1]، فيرد هذا الابن العاصي : { سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء...} فيقول الأب : { لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ }[2].
 ومع هذا فإنه يتعصب لابنه أمام ربه فيقول:{ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ }[3]، فيخاطبه الرب نبيه بأسلوب حسن{  قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}[4].
 فالإسلام أقر علاقة القرابة بين أفراد الأسرة والقبيلة، بل عظم صلة الرحم، وأباح الدفاع عن العرض، ولكنه بيّن حدود ذلك وقيده بخطوط حمراء، وضوابط وقواعد لا بالتقليد الأعمى.
- التعصب القومي: وهو نسبة إلى القوم واللغة والعرق والأرض والثقافة، وهو الانتصار للقومية التي ينتسب إليها لمجرد القومية، كما تعصب الأتراك لقوميتهم في آخر الخلافة العثمانية وكما تعصب العرب لقوميتهم مقابل هذا التعصب وحروب القوميات لا تخطئ على الناظر وقد تقع في البلد الواحد وهو الأخطر وهذا ما نعيشه الان في بعض دولنا الحبيبة.
- التعصب المذهبي أو الطائفي:
هذا التعصب الذي فرّق المسلمين وجعل لهم أربعة منابر في الحرم المكي حول بيت الله، ومنع الشافعي يصلي خلف الحنبلي ، والحنبلي خلف المالكي... ، والتعصب الطائفي الذي أشعل نار الفتنة والقتال بين طوائف الأمة كتعصب الخوارج ضد الصحابة وقتالهم...
-التمييز العنصري:
بسبب الجنس كتمييز الذكور ضد الإناث أو اللون كتمييز الأبيض ضد الأسود أو الأرض والوطن كالتمييز الحاصل ضد المهاجرين واللاجئين ، أو القبيلة كالتمييز ضد أبناء القبائل الأخرى واحتقارهم.
-التعصب الفكري:
وهو رفض فكر الآخر وعدم قبوله والاستماع إليه وترك التجرد والإنصاف في الحكم عليه والتشدد في التعامل معه ونقده بألذع الصور وتكوين صورة وإطار معين لفكر المخالف مشوبة بكثير من الأخطاء والمغالطات لأنها قائمة على أسس وأهية من التعصب والتحجر.
فالتعصب ضد التسامح ،والانغلاق ضد الانفتاح والتحجر ضد التفكر ، ورفض الآخر وعدم قبوله ضد التواصل معه والتعايش والتوافق والعصبية والحمية ضد التجرد للحق والانتصار له فمعاني التعصب ممقوته مذمومة وضدها هذه المعاني الجميلة المحمودة.
ومن أسبابها:
-       تضخم الذات ، كما قال فرعون {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ}[5] .
-       الجهل والتخلف المعرفي.
-       تقديس البشر والغلو فيهم: كما قال تعالى {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[6].
-       الانغلاق وتضييق الأفق.
-       التنشئة الاجتماعية .
-       الانحراف الديني الخاطئ.
-       غياب أخلاقيات التعامل مع المحالف.
الإخوة الأعزاء
إننا نرى مظاهر تلك العصبية الجوفاء في مناصرة الشعراء...إننا وللأسف نراها في دولنا ومدارسنا وجامعاتنا وهي مظاهر تدمع الأعين وتحزن القلوب,ألا وربي إنها الجاهلية الجهلاء، فأين القرآن منا ؟؟ وأين حديث الحبيب(ص)فينا؟؟وأين صفات المهاجرين والأنصارفينا؟!
أيها الأخ الكريم إذا كنت فاخرا فافتخر بالإسلام ولتعلم أنك عبد الله,فإذا سئلت من أنت فقل : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[7].
 وإذا سئلت عن قدوتك فقل : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}[8].
وإذا سئلت عن مذهبك فقل:{وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}[9].
 وإذا سئلت عن نسبك : فقل: الإسلام لقوله {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}[10].وهكذا...






[1]ـ هود 42
[2]ـ هود 43
[3]ـ هود 45
[4]ـ هود 46
[5]ـ غافر 29.
[6]ـ التوبة 31.
[7]ـ فصلت 33.
[8]ـ الأحزاب 21.
[9]ـ الأعراف 26.
[10]ـ آل عمران 19.

العصبية والقبلية والعنصرية

من طرف Abdoul karim CISSE  |  نشر في :  الأربعاء, أكتوبر 08, 2014 0 تعليقات


العصبية  والقبلية والعنصرية
مرض اجتماعي خبيث وفيروس وبائي فتاك، وسرطان مدمر للبشرية، حاربه الإسلام حربا لا هوادة فيها إنه : العصبية، والقبلية، والعنصرية...!يا مالي، يا سنغالي، يا غيني،... وأخطر من ذلك يا بمبري يا سنغوي يا فولاني يا طارقي ،كل هذا يقال على وجه السخرية والفخر والعجب لا على وجه التعريف والتمييز.
جاء الإسلام والناس في جاهلية جهلاء فأخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الجور والظلم إلى القسط والعدل، ولكن الأمة الإسلامية مازالت تعيش تحت هذا المرض الخطير، والمخدر العفن النتن، وهذه الظاهرة العجيبة تسري بين المسلمين وتسود العالم تحت شعارات مختلفة، ومبادئ كثيرة كاللون والدين واللغة .
فالتعصب هي التي يجعل الإنسان ضد حق غيره، واحتقار شخصيات الآخرين ومعتقداتهم وأنسابهم.
ومن أنواعها :
- التعصب القبلي أو النسبي :وهو من أقدم أنواع التعصب، فلذالك نجد نبينا الكريم نوح عليه السلام يخاطب ابنه فيقول :   {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ}[1]، فيرد هذا الابن العاصي : { سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء...} فيقول الأب : { لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ }[2].
 ومع هذا فإنه يتعصب لابنه أمام ربه فيقول:{ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ }[3]، فيخاطبه الرب نبيه بأسلوب حسن{  قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}[4].
 فالإسلام أقر علاقة القرابة بين أفراد الأسرة والقبيلة، بل عظم صلة الرحم، وأباح الدفاع عن العرض، ولكنه بيّن حدود ذلك وقيده بخطوط حمراء، وضوابط وقواعد لا بالتقليد الأعمى.
- التعصب القومي: وهو نسبة إلى القوم واللغة والعرق والأرض والثقافة، وهو الانتصار للقومية التي ينتسب إليها لمجرد القومية، كما تعصب الأتراك لقوميتهم في آخر الخلافة العثمانية وكما تعصب العرب لقوميتهم مقابل هذا التعصب وحروب القوميات لا تخطئ على الناظر وقد تقع في البلد الواحد وهو الأخطر وهذا ما نعيشه الان في بعض دولنا الحبيبة.
- التعصب المذهبي أو الطائفي:
هذا التعصب الذي فرّق المسلمين وجعل لهم أربعة منابر في الحرم المكي حول بيت الله، ومنع الشافعي يصلي خلف الحنبلي ، والحنبلي خلف المالكي... ، والتعصب الطائفي الذي أشعل نار الفتنة والقتال بين طوائف الأمة كتعصب الخوارج ضد الصحابة وقتالهم...
-التمييز العنصري:
بسبب الجنس كتمييز الذكور ضد الإناث أو اللون كتمييز الأبيض ضد الأسود أو الأرض والوطن كالتمييز الحاصل ضد المهاجرين واللاجئين ، أو القبيلة كالتمييز ضد أبناء القبائل الأخرى واحتقارهم.
-التعصب الفكري:
وهو رفض فكر الآخر وعدم قبوله والاستماع إليه وترك التجرد والإنصاف في الحكم عليه والتشدد في التعامل معه ونقده بألذع الصور وتكوين صورة وإطار معين لفكر المخالف مشوبة بكثير من الأخطاء والمغالطات لأنها قائمة على أسس وأهية من التعصب والتحجر.
فالتعصب ضد التسامح ،والانغلاق ضد الانفتاح والتحجر ضد التفكر ، ورفض الآخر وعدم قبوله ضد التواصل معه والتعايش والتوافق والعصبية والحمية ضد التجرد للحق والانتصار له فمعاني التعصب ممقوته مذمومة وضدها هذه المعاني الجميلة المحمودة.
ومن أسبابها:
-       تضخم الذات ، كما قال فرعون {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ}[5] .
-       الجهل والتخلف المعرفي.
-       تقديس البشر والغلو فيهم: كما قال تعالى {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[6].
-       الانغلاق وتضييق الأفق.
-       التنشئة الاجتماعية .
-       الانحراف الديني الخاطئ.
-       غياب أخلاقيات التعامل مع المحالف.
الإخوة الأعزاء
إننا نرى مظاهر تلك العصبية الجوفاء في مناصرة الشعراء...إننا وللأسف نراها في دولنا ومدارسنا وجامعاتنا وهي مظاهر تدمع الأعين وتحزن القلوب,ألا وربي إنها الجاهلية الجهلاء، فأين القرآن منا ؟؟ وأين حديث الحبيب(ص)فينا؟؟وأين صفات المهاجرين والأنصارفينا؟!
أيها الأخ الكريم إذا كنت فاخرا فافتخر بالإسلام ولتعلم أنك عبد الله,فإذا سئلت من أنت فقل : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[7].
 وإذا سئلت عن قدوتك فقل : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}[8].
وإذا سئلت عن مذهبك فقل:{وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}[9].
 وإذا سئلت عن نسبك : فقل: الإسلام لقوله {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}[10].وهكذا...






[1]ـ هود 42
[2]ـ هود 43
[3]ـ هود 45
[4]ـ هود 46
[5]ـ غافر 29.
[6]ـ التوبة 31.
[7]ـ فصلت 33.
[8]ـ الأحزاب 21.
[9]ـ الأعراف 26.
[10]ـ آل عمران 19.

0 التعليقات:

الاعضاء

Latest Tweets

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Sample Video Widget

جميع الحقوق محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ترجمة

كتابا

المدونات

back to top