جميع المواضيع


 ندوةعلمية عن (المواطنة الصالحة في المنظور الإسلامي)
نظمها مجلس علماء وكتاب شمال مالي 
في المركز الثقافي الإسلامي بحمد الله بماكو
13 /12/ 2015م

بعنوان: 
(المواطنة في المنظور الإسلامي) 

إعداد / يونس سعيد توري

تقع الورقة الموسومة بـ (المواطنة في المنظور الإسلامي) التي شارك بها الباحث/ يونس سعيد توري - وألقاها بالنيابة حامد سدبي- في الندوة العلمية عن (المواطنة الصالحة في المنظور الإسلامي) التي نظمها مجلس علماء وكتاب شمال مالي في المركز الثقافي الإسلامي بحمد الله بماكو بتاريخ 13 /12/2015م في ستين صفحة، ومقدمة، وستة مباحث، وخاتمة، وفهرسا للمصادر والمراجع. 
عرج في المقدمة على مفهوم المواطنة، مبينا أنه من أهم المشكلات المثيرة على بساط الجدل والبحث، في العالم الإسلامي وغيره، بمفاهيم غربية، مؤكدا أن الإسلام هو أول من دعا إلى الوحدة الإنسانية الشاملة؛ كي يعيش الناس في تفاهم ومودة وتعاون وأمن واستقرار، لافتا إلى أن ورقته، تأتي في إطار نسق فكري لبحث مفهوم المواطنة وأبعادها في المنظور الإسلامي، وإبراز الجانب الإسلامي في صياغة هذا المفهوم نظرا لاعتماده على الوحي كمعطى سابق، وملائمة تلك الصياغة للفطرة التي فطر الناس عليها فضلا عن أنه دين الإنسانية جمعاء. ملمحا إلى أننا اليوم وفي ظل الظروف الراهنة والخطيرة التي يشهدها العالم في أمس الحاجة إلى تربية المواطنة، والتي أكدت على ضرورة تعزيز روح العطاء والانتماء والولاء الصادق لدى المواطن، بحيث يدرك دوره باعتباره جزءا من المجتمع غير منفصل عنه بحال من الأحوال.  وهو ما تركز عليه الدول المتقدمة حيث تعطي العناية الكاملة لتربية المواطنة، والسعي لنشر الوعي بين مواطنيها؛ إذ إن المواطن الصالح هو رأس المال الحقيقي في العملية التنموية بكل أبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية. 
وتطرق إلى أهمية الورقة وأسباب اختيارها، ومشكلتها، وأهدافها، وحدودها، والمنهج في إعدادها، والدراسات السابقة لها، التي ذكر أربعة منها، ومن ثم هيكلية الورقة. 
وقد تناول في المبحث الأول المعنون بـ (تحديد مفهوم (الوطن) و(الوطنية) و(المواطنة) من منظور إسلامي) مفهوم المواطنة في اللغة، مبينا أنها تتسع للعديد من المفاهيم والتعريفات، فالمواطنة في اللغة مأخوذة من الوطن، وهو محل الإقامة والحماية. وأنها تصريف مفاعلة من كلمة (وطن‏),‏ والعرب عرفوا الوطن معرفة مبسطة، فهو مجرد مقر إقامة‏,‏ مستندين إلي الشرح القاموسي لكلمة (وطن‏),‏ حيث أوضح ابن منظور في موسوعته (لسان العرب) الوطن: هو المنزل الذي تُقِيمُ فيه، وهو موطنُ الإنسان ومحله, وجمع الوطن: أوطان، وأَوْطَان الْغَنَمِ والْبَقَرِ:مَرَابِضُهَا وأَمَاكِنُهَا التيِ تَأْوِي إِلَيهَا...وَوَطَنَ بالمكانِ وأَوْطَنَ : أقَامَ ، وأوطنَهُ : اتخذه وَطَناً، يقال : أَوْطَنَ فُلَانٌ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا ، أي : اتَّخَذَهَا مَحَلَّا وَمَسْكَناً يُقِيمُ فِيهَا. والمَوْطِنُ : المشهدُ من مَشاهدِ الحرب ، وجمعه : مَوَاطِن، وفي التنزيل العزيز: ﭽ ﮞ  ﮟ  ﮠ  ﮡ  ﮢ   ﮣﮤ  ﭼ. وأوْطَنْتُ الأرض وَوَطَنْتُهَا تَوْطِيناً واستَوْطَنْتُهَا أي: اتَّخَذْتُهَا وَطَنًا، والمَوَاطِنُ جَمعُ مَوْطِنٌ : والمَوْطِنُ: الْمَشْهَدُ مِنْ مَشَاهِدِ الْحَرْبِ.
ولفت إلى أن بعض أهل اللغة لم ير دلالة لهذا اللفظ على مفهومها الحديث، إذ إن (واطن) في اللغة تعني: مجرد الموافقة، مثل قولهم : واطنت فلاناً، يعني: وافقت مراده؛ بينما رأى آخرون إمكانية بناء دلالة مقاربة للمفهوم المعاصر بمعنى المعايشة في وطن واحد من لفظة (المواطنة) ، المشتقة من الفعل (واطن)، لا من الفعل (وطن)، فواطن فلان فلاناً يعني : عاش معه في وطن واحد، كما هو الشأن في ساكنه، يعني : سكن معه في مكان واحد. 
منبها في السياق ذاته إلى أن كلمة الوطن،لم ترد في القرآن الكريم باستثناء قوله تعالى: ﭽ ﮞ  ﮟ  ﮠ  ﮡ  ﮢ   ﮣﮤ  ﮥ  ﮦﮧ  ﮨ  ﮩ  ﮪ     ﮫ   ﮬ  ﮭ  ﮮ  ﮯ  ﮰ  ﮱ   ﯓ  ﯔ  ﯕ  ﯖ  ﯗ    ﭼ. بينما ورد في السنة، الوطن والديار والبلاد، مستشهدا بمجموعة روايات بالخصوص. منوها إلى أن كلمة الوطن وإن لم ترد في القرآن الكريم، فقد وردت كلمة الديار – وهي مرادفة لها – في مواضع عديدة منها على سبيل المثال: قوله تعالى: ﭽ  ﯘ  ﯙ    ﯚ  ﯛ  ﭼ. وقوله عز وجل: ﭽ ﮗ   ﮘ   ﮙ  ﮚ  ﭼ.وقوله تعالى: ﭽ ﮗ  ﮘ       ﮙ  ﮚ  ﮛ        ﮜ  ﮝ  ﮞ  ﮟ  ﮠ    ﮡ  ﮢﮣﭼ وقوله تعالى: ﭽ ﮜ  ﮝ   ﮞ  ﮟ  ﮠ  ﮡ  ﮢﮣ  ﭼ. مستخلصا إلى القول: إن من خلال الآيات السابقة، يتضح أن الدار التي ترادف معنى الوطن عبارة عن وعاء يستوعب حركة ساكنيه وتفاعلهم وحسبما يكون سلوكهم في أوطانهم يكون واقعهم في الحياة، فالدار ترتبط بخصائص أهلها.
وقد أوضح تحت مفهوم الوطنية اختلاف الباحثين والكتاب في نظرتهم إليه، تبعاً لاختلاف اتجاهاتهم الفكرية، فهناك من رأى أنها مجرد حب للوطن والشعور بارتباط باطني نحوه وهي ارتباط الفرد بقطعة من الأرض تعرف باسم الوطن. وعليه عرّفت الوطنية بأنها عبارة عن مشاعر وروابط فطرية تنمو بالاكتساب لتشد الإنسان إلى الوطن الذي استوطنه.بينما ذهب البعض الآخر إلى أن هذا المفهوم (الوطنية) ليس مجرد ارتباط بين مجموعة من البشر بأرض محددة، وإنما هي ولاء وانتماء من كل هؤلاء الذين يعيشون على هذه الأرض.  
وفي هذا السياق اعتبر الوطنية نوعاً من الارتباط بين الذات والوطن والانفتاح على الآخر وحدودية الاندماج فيه، ثم الدفاع عن المصلحة الذاتية داخل العالمية والمصلحة الخاصة داخل العمومية. إذ عن الوطنية – بمفهومها الواسع – تشكل إطاراً للقيم الإنسانية، وليست جداراً يسجن ولا حاجزاً للنفي، إنما هي معبرٌ للالتقاء بالإنسانية كلها.
لافتا إلى أن الوطنية في الإسلام تعني محبة الفرد لوطنه وبلده وقيامه بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام ووفاؤها بها، وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد وإرشادهم إلى طريق استخدام هذه التقوية في مصالحهم، التي يراها الإسلام فريضة لازمة، قال تعالى: ﭽ ﯜ  ﯝ  ﯞ  ﯟ  ﯠ  ﯡﯢ  ﯣ  ﯤ   ﯥ  ﯦ ﭼ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وكونوا عباد الله إخوانا". وخلص في نهاية هذه الفقرة إلى تعريف بعض الباحثين للوطنية في المنظور إسلامي الذي يفيد بأنها نوع من التعلق بالوطن الذي يعيش فيه المسلم، أيّاً كان موقعه الجغرافي وإضمار الحب والولاء لساكنيه من المؤمنين العاملين من أجل إقامة دين الله في الأرض مهما اختلفت ألوانهم وألسنتهم وأجناسهم. معقبا عليه بالقول : وقد روعي في هذا التعريف حالة المسلمين وهم قوة، وأما وقد انقلب الحال إلى ما لا يخفى على أحد، ومسايرة لأنظمة المجتمع الدولي، ومواكبة للعصر الحديث بما يستحق، والسير وفق تعاليم الإسلام الداعية إلى العيش مع الآخرين في وئام وأمان جنبا إلى جنب دون اضطهاد أو إكراه أو عنف وتطرف، نستخلص من التعريف السابق ما يلي أن الوطنية في الإسلام تعني : (تعلق المسلم بالوطن الذي يعيش فيه، وإضمار الولاء الكامل لشعبه، واحترام أنظمته وقوانينه).
وعن مفهوم المواطنة، أشار الباحث إلى أنه لا يتصور وجود الوطن بدون مواطنين، يعيشون فيه معاً،فالمواطنون هم فئات الشعب على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية، يجمعهم وطن واحد، له حدوده الجغرافية والسياسية وتاريخه ونضاله المشترك وقوانينه التي تنظم العلاقات بينهم. مبينا أن كلمة المواطن تعني الإنسان، ومضافاً إليه مدلول من دلالات الوطن، ليس الأرض بما فيها من موارد فحسب، وإنما الوطن في أوسع معانيه، والذي يمنح المنتمي إليه الإقامة والحماية والانتماء والعمل والاستقرار وغير ذلك من الحقوق التي يتيحها الوطن للمواطن.  مؤكدا أن لفظة المواطنة، فتوحي بالتفاعل بين الذين ينتمون إلى الوطن، فيأخذون منه ما يعطى من حقوق، ويمنحونه ما يتطلب من واجبات. ليسرد في النهاية جملة من تعريفات العلماء والباحثين.
مستخلصا إلى أن المواطنة هي: علاقة الإنسان بوطنه، وهي قضية اعتبارية خاضعة للتطور، وخاضعة للارتفاع والهبوط من خلال نوعية العلاقة بين هذا الإنسان والأرض، أو المجتمع. فلو افترضنا أن هذا الوطن بدساتيره ومواقفه السياسية أساء للإنسان الذي يعيش على أرضه، نجد أن علاقة المواطنة تضعف بطبيعة الحال. 
ولذا فإن المواطنة ليست شيئاً مقدساً أو مثالياً، فعلاقة المواطنة تشتد أو تقوى إذا أعطي لهذا الإنسان حقوقه، واستجيب لحاجاته الأساسية. فالوطن بهذا المعنى ليس هو الأرض، وإنما هو النظام السياسي الذي يعطي لصفة مواطنيه الثبات والاستقرار.
مفهوم المواطنة في المنظور الإسلامي، وتحت هذه الفقرة عالج الباحث التصور الإسلامي للمواطنة، موضحا أن الكتاب والسنة يخلوان من استعمال لفظ (وطن)، بينما  ورد في القرآن الكريم لفظ بلد وبلدة وبلاد وديار ومساكن. موضحا أن الإضافة في لفظ (ديارنا) و(دياركم) و(ديارهم) في القرآن تعني الملكية الجماعية للوطن، بحيث لا يختص به حاكم دون محكوم ولا محكوم دون حاكم؛ لأن الإنسان إذا ملك شيئاً يشعر أنه جزء من كيانه، وقطعة من قلبه. مستشهدا بالأثر القائل: (حب الوطن من الإيمان)، معقبا عليه بنقد السخاوي له حيث قال:"لم أقف عليه". مبينا أنه وإن لم يكن حديثا إلا أنه يفيد أن من المظاهر الإيمانية للمسلم أن يحب وطنه وبلده التي ينتمي إليها، وقد فعل الرسول صلى الله عليه وسلم  ذلك عند خروجه من مكة مهاجرا، حيث قال:"والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله, ولولا أني أخرجت منك ما خرجت".
وخلص إلى أن العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، قائمة على التعاون والتناصح وحب الخير للآخرين. مؤكدا أن مفهوم المواطنة في الإسلام، يتجاوز علاقة المواطن بمسقط رأسه إلى المجتمع الإنساني، فالمواطنة عبارة عن مستويات وعلاقات ودوائر متعددة، تبدأ من علاقة المواطن المسلم بمجتمعه المحلي مروراً بالمجتمع الإسلامي، وانتهاءً بالمجتمع العالمي، وهذه العلاقات حيث امتدت أنبتت حقوقاً وواجبات وتفاعلات محكومة بضوابط شرعية. وعليه أيد الإسلام حق المواطنة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وقرر مبدأ المساواة وذلك من خلال معادلته الإخراج من الوطن بقتل النفس، في قوله تعالى: ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ   ﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠﭡ    ﭼ. وكذا اعتباره الدفاع عن الوطن دفاعا عن الدين، في قوله: ﭽ ﭛ  ﭜ  ﭝﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ   ﭦ   ﭧﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭﭮ  ﭼ. لافتا إلى أن ووجه الدلالة مما سبق هو أن حب الوطن، يدفع الإنسان إلى الاستماتة في سبيل الدفاع عن وطنه، وهذا مشروع كالدفاع عن الدين.
وفي المبحث الثاني الموسوم بـ ( أهداف وأسس وخصائص المواطنة في المنظور الإسلامي) ركز على أهداف المواطنة في المنظور الإسلامي، موضحا أن حب الوطن شعور فطري، لم يُنكره الإسلام، واستشهد بقول الرسول حين سألت أم المؤمنين عائشة أصيلا:"كيف تركت مكة؟ قال : اخضرّت أجنابها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق أزخرها، وانتشر سلمها، فقال رسول الله : حسبك يا أصيل لا تحزنّا "، وفي رواية أخرى قال : "يا أصيل دع القلوب تقر". 
ملمحا إلى أن مما يدل على الارتباط الشعوري بالوطن، هو اعتبار القرآن الكريم إخراج الإنسان من دياره معادلاً للقتل الذي يخرجه من عداد الأحياء، قال تعالى: ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ   ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ   ﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ   ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭼ، كما أن في إشارة القرآن الكريم إلى الإخراج من الأرض كوسيلة عقاب وزجر للمفسدين فيها، ما يدل على موقع الوطن، وأهميته بالنسبة للإنسان، وأن الإخراج منه أمر ثقيل على النفس، حيث قال تعالى: ﭽ ﭻ   ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃ   ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉ  ﮊ  ﮋ   ﮌ  ﮍ  ﮎ  ﮏ  ﮐ  ﮑ  ﮒﮓ  ﮔ   ﮕ  ﮖ  ﮗ  ﮘﮙ  ﮚ  ﮛ  ﮜ  ﮝ  ﮞ   ﭼ.
(أسس المواطنة في المنظور الإسلامي) وتحت هذه الفقرة شدد على أن يكون المرء مواطنا في دولة ما يعني أن هناك علاقة تعاقدية بينه وبينها، وعلى ضوئها، يتم تبادل الحقوق والواجبات بينه وبينها بحيث يؤدي إليها واجب الولاء والانتماء، وواجب الطاعة أي القبول بالنظام السياسي، وقواعده القانونية والسياسية، التي تنظم الفضاء العام، وتؤدي هي إليه كافة الحقوق الواجبة عليها، بداية من توفير الحد الأدنى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، التي لا يمكن للحياة أن تقوم إلا بها، مثل: توفير المسكن الملائم، والعمل المناسب للقدرات والكفاءات التي تم تأهيله لها، وأسباب الحياة السهلة، ثم الحقوق السياسية، التي تتمثل في الحق في المشاركة السياسية، والحق في تكوين الجمعيات، والأحزاب، وحق النقد والتعبير، والحقوق القانونية، التي تكفل المساواة، وعدم التمييز على أساس طائفية أو عرقية، بما في ذلك الحق في حرية التزام دين مختلف عن دين الدولة لغير المسلم.
وبهذا الصدد طرح سؤال: ما موقف الإسلام من الديمقراطية والعلمانية ؟ فخلص إلى أن الأصول الضرورية للمواطنة، تبتعد عن وجود تصادم أو تعارض بين المفهوم الغربي للمواطن والمفهوم الإسلامي له، فلا يكون هناك إشكالية بين الإسلام باعتباره شريعة ونظاما أو قانونا، وبين النظام الديمقراطي الغربي؛ لأن العلمانية، لا تعني في حقيقتها معاداة الدين، أو محاربة الأخلاق والقيم العليا، وإنما تعني ضرورة وجود ما يسمى بالوحدة الوطنية في القضايا العامة بين جميع المواطنين. منوها إلى أن ما نشهده من تصرفات جانحة أو شاذة لبعض العلمانيين، فهو سوء تطبيق وتشويه لمبدأ الوحدة الوطنية؛ لأن الإسلام يتعايش مع جميع الأديان والنحل والمذاهب، ويحترم قواعد النظام العام والآداب والعقائد والسلوكيات الخاصة لأتباع دين أو مذهب ما. 
وتوصل في هذا السياق إلى أن المواطنة في الإسلام، تضمن لجميع المواطنين حقوقهم المتمثلة بحقوق الإنسان لقيامها على قاعدة التسامح، فهي ليست شعارات، وإنما هي أداة بناء واستقرار، لقيامها على الحرية والمساواة، مؤكدا أن الإسلام هو أول من دعا إلى الوحدة الإنسانية الشاملة؛ ليعيش الناس في مودة وتعاون واستقرار، وذلك من خلال بعض النصوص الدالة على ذلك في القرآن الكريم كقوله تعالى: ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛ    ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ ﭡﭢ  ﭼ. وقوله صلى الله عليه وسلم:"أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد،كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى". 
ليطرح سؤالا مفاده:كيف يكون المسلم مواطنا في بلد غير إسلامي؟ ومن خلال إجابته، بيّن أنه من المواضيع الشائكة، التي احتلت موقعا مهما من البحث والاجتهاد، وخاصة الجانب الشرعي منه قديما وحديثا. لافتا إلى أن في عصرنا الحالي، لم تعد إقامة المسلم في بلد غير إسلامي قضية فردية؛ بل أضحت واقعا عاما، وهي تتوسع وتنتشر بسبب موجات الهجرة من العالم الإسلامي نحو الغرب. مشيرا إلى أن الفقهاء القدامى، قد اجتهدوا في هذا الموضوع، وقدموا عصارة جهدهم فيه؛ ولكن ظروف اليوم غير ظروف الأمس، واختلفت الأمور تماما عما كانت عليه سابقا، وهذا يقتضي إعادة النظر والتعامل مع الواقع الجديد بما تحيط به من ظروف وحيثيات، لا كما كان الأمر زمن الفقهاء السابقين.
ماوضح أن ظروف المسلم تختلف من حين إلى آخر، فتارة يعيش في بلد إسلامي، وتارة يعيش في دولة غير إسلامية؛ ولكن الإسلام لم يترك ذلك؛ بل شرع ما تضبط تصرفاته وسلوكه في كل الأحوال أينما حل وارتحل، مؤكدا أن الإسلام دين واقعي، يراعي الواقع ومصالح الناس،كما أنه دين عالمي الرسالة والتشريع، ومن أجله جاءت التشريعات لتلبي الفطرة وتوازن بين الحقوق والواجبات، وتغطي كافة مناشط الإنسان، كما تغطي جوانب الاعتقاد والعبادات والتشريعات والمعاملات والأخلاق.
وأن إقامة المسلم اليوم في بلدان غير إسلامية، لم تعد من باب الترف أو الكماليات أو الضرورة الطارئة والظروف الاستثنائية؛ بل أصبحت أمرا معتادا؛ ولم تعد تلك البلاد اليوم بالنسبة للمسلمين دار حرب ،كما جرى التصنيف الفقهي القديم، فهناك المواثيق والاتفاقيات والقوانين الدولية الحاكمة والضابطة والمنظمة للعلاقات بين الدول، ونجد غالبية هذه الدول إن لم تكن كلها، لها الأنظمة والأعراف التي تؤمّن للمقيمين فيها دينهم وعقيدتهم وشريعتهم. 
مبينا أن الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم، ألا تختلف من زمن إلى آخر، وفي مجتمع إسلامي أو غيره، وإذا اختلفت هذه العلاقة، فإنما يعود اختلافها إلى أحوال المسلمين من جهة، أو اختلاف مواقف غيرهم منهم من جهة أخرى. 
وعليه فإن أصل العلاقة بين المسلمين وغيرهم (علاقة دعوية)، منها تنبثق العلاقات الجزئية التفصيلية، وعلى أساسها تتنوع مواقف الناس منها، وتتحد العلاقات الأخرى، فمن العلاقة الدعوية، تنبثق علاقات (الرحمة والشفقة) قال تعالى: ﭽ ﮐ  ﮑ  ﮒ   ﮓ  ﮔ ﭼ. ومنها تنبثق علاقة (المسالمة والبر بالسالمين)، قال تعالى: ﭽ ﭹ  ﭺ      ﭻ  ﭼ  ﭽ   ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ    ﮃ      ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ  ﮎ ﭼ، ومنها تنبثق علاقة (العدل والإحسان) قال تعالى: ﭽ ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ   ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃ  ﮄ  ﮅ   ﮆ  ﮇﮈ  ﮉ  ﮊ  ﮋ   ﭼ.
وخلص في هذه النقطة إلى أن الإسلام كنظام يتيح إنشاء دولة مدنية، وما ينشأ من هذا النظام قابلة للتطور والتفاعل مع حركة التاريخ صعودا وهبوطا وفق سنن الكون، والأمر بكليته يعتمد على حركة الناس أنفسهم.
وفي المبحث الثالث الموسوم بـ (مواصفات المواطن الصالح في المنظور الإسلامي) أشار إلى أن مجرد الولادة في وطن ما والنشأة بين سكانه، وحمل جنسيته لا يكفي لجعل الشخص مواطناً صالحاً، بل إن المواطنة الصالحة، تقتضي أن يتحلى المواطن بمجموعة من الصفات التي تجعله منتجاً فعالاً صالحاً لخدمة وطنه في حدود إمكاناته وقدراته الخاصة. موضحا أن فعالية المواطن المسلم، تنبثق من خلال شعوره بأنه مخلوق مكرم، وأنه مستعمر في هذه الأرض بأمر الله عز وجل: ﭽ ﯻ  ﯼ  ﯽ  ﯾ   ﯿ  ﰀ  ﰁ  ﰂ  ﰃ  ﰄﰅ  ﰆ    ﰇ  ﰈ  ﰉﭼ. مجملا مواصفات المواطن الصالح في مواصفات إيمانية تعد أساس الاستقامة، ومنبع الفعالية بالنسبة للمواطن المسلم، يوجه سلوكه، ويحرك همته، ويقوي عزيمته على حمل الأمانة والقيام بالواجبات تجاه الآخرين، ومن أبرزها الغضب لانتهاك الحرمات، وتفويض الأمر إلى الله، والاستعانة به، والتوكل عليه. ومواصفات أخلاقية، تتحدد في الأمانة، والاستقامة وتجنب الفساد، مشيرا إلى تحذير الإسلام من الإفساد في الأرض حيث قال : ﭽ  ﮎ  ﮏ  ﮐ  ﮑ  ﮒ   ﮓﮔ ﭼ، كما نهى عن ارتكاب الجرائم الأخلاقية وعلى رأسها قتل النفس، فقال: ﭽ ﭙ  ﭚ   ﭛ  ﭜ   ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ   ﭤ  ﭥ  ﭼ، وشددا على أن الإفساد في الأرض لا يكون فقط بارتكاب المحرمات في حق الناس، وإنما يكون كذلك في كل الممارسات السلوكية التي تضر بالبيئة من إسراف في الموارد أو إتلاف أو تلويث للبيئة. 
وتطرق في سياق الحديث عن المواصفات الأخلاقية إلى الطهارة والعفة، منوها إلى دعوة نبي الله لوط قومه إلى الطهارة، ونبذ السلوك الشاذ المتناقض مع الفطرة الإنسانية، فقال: ﭽﮫ  ﮬ      ﮭ  ﮮ  ﮯ  ﮰ  ﮱﯓ   ﭼ. لافتا إلى دور القناعة والرضا في تلك المواصفات الأخلاقية، ملمحا إلى المقياس الحقيقي للغني كما جاء في لتعاليم النبوية حيث قال الرسول:" ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس". دون أن يغفل أهمية الكرم والإيثار كعنصر مهم في هذا المجال، مشيرا إلى تجسد هذه الصفة في المهاجرين حيث جاء في القرآن: ﭽ ﯷ  ﯸ  ﯹ  ﯺ   ﯻ     ﯼ    ﯽﯾ   ﯿ  ﰀ  ﰁ  ﰂ  ﰃ  ﰄ  ﰅﭼ، كما لسعة الصدر والحلم والشجاعة في قول الحق أيضا مكانته في تلك المواصفات.
وأما المواصفات الوجدانية الانفعالية؛ فقد أوجزها في حب الخير للآخرين والإشفاق عليهم، والمبادرة إلى نقد الذات وتقويمها حيث إنها صفة ضرورية لإصلاح النفس وتخليصها من الأسباب المعيقة للحركة داخل المجتمع. ومنها أيضا مواصفات اجتماعية، تعبر عن الروح الاجتماعية العالية والاستعداد للاندماج والتفاعل مع الآخرين، وقد أجملها في مخالطة الناس وتحمل أذاهم، والتعاون مع الآخرين، وحب العمل والحرص على إتقانه، والحرص على المصلحة العامة، لافتا إلى أن المواطن الصالح لا يسعى إلى تحقيق رغباته وطموحاته وأمانيه على حساب المصلحة العامة وبما يضر بالآخرين، كحال من يحتكر السلعة ليحقق المكاسب المادية أو يتحايل على القوانين والنظم لتحقيق مآربه الخاصة، أو يقدم المصلحة الحزبية الضيقة على مصلحة الوطن. 
وأما المواصفات العقلية، فقد حصرها في: حسن المنطق وحضور الحجة، الانفتاح الذهني، والمرونة العقلية.
وفي المبحث الرابع المعنون بـ (المواطنة كما طبقتها صحيفة المدينة) ركز على الوثيقة، مبينا كيفية تنظيم النبي صلى الله عليه وسلم مجتمع المدينة المنورة، دون فرق بين مهاجرين وأنصار، وبين مؤمنين ويهود، فالكل يعاملون على أساس واضح من المساواة، فليس هناك مواطنون من الدرجة الأولى، وآخرون من الدرجة الثانية أو الثالثة، فالجميع سواسية أمام القانون، ولا يعفى أحد من طائلة النظام أو القانون الجنائي وغيره من القوانين الدستورية والإدارية والدولية. لافتا إلى أن هذه الوثيقة مثل أعلى يمثل شرف المواطنة وتقرير حقوق المواطنين على أساس واضح من المساواة، وتحمل المسؤوليات دون منح بعضهم شيئاً من الامتيازات، على عكس ما كان مقرراً في الأمم غير الإسلامية في الماضي من إعطاء امتيازات لبعض المواطنين.
منوها إلى أن صحيفة المدينة لم تفصل بين الدين والدولة؛ بل وصل وميز، ولم يكن الاعتقاد شرطا في المواطنة، حيث يجد الناظر في بنودها أنها لم تعبر (أحادية الاعتقاد) شرطا في المواطنة، ولم تفصل بين الدين والدولة؛ بل ميزت بينهما، وذلك تجلى في تمييزها الواضح بين أمة المؤمنين (المهاجرون والأنصار)، وأمة الوطن (كل سكان المدينة قاطبة). مخلصا إلى أن وثيقة المدينة دليل قاطع على انتفاء الصفة الدينية عن الدولة في التصور السياسي الإسلامي؛ إذ هي دولة مدنية، تتعدد فيها الأطياف الدينية، وتتعايش في ظلها تحت عنوان المواطنة الكاملة التي لا تشترط الاعتقاد أساسا لها.
وأما المبحث الخامس الموسوم بـ (واجبات المواطنة في المنظور الإسلامي) فقد أوضح فيه أن المواطنة تفرض على المواطن مجموعة من الواجبات التي يجب عليه القيام بها والالتزام بمقتضاها، رعاية لحق الوطن وسلامته؛ لأنه إذا لم يوف أبناء الوطن بما عليه من حقوق لوطن، ضاعت حقوقه المدنية التي يستحقها، مجملا تلك الواجبات في الولاء والإخلاص للدولة والوطن، وحب الذين يعيشون معه مسلمين أو غيرهم، ويتعرضون معهم لكل إساءة وخطر، ويستفيدون جميعًا من مغانمه، ما يجعل الوطن خيرًا ومتعة للجميع، والدفاع عن الوطن؛ لأن الوطن للكل، والخير والشر يعم الجميع، وهذا الدفاع ،يتطلب التضحية بالنفس والمال وأغلى شيء في الوجود. واحترام نظام الدولة ودستورها؛ حيث أوجب الإسلام على المواطن رعاية العهد والميثاق وطاعة الحاكم، وصون مصلحة الدولة والقيام بواجباته الدينية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية والصحية والثقافية؛ لأن ذلك يحقق الأمن، ويحفظ نظام التعامل، ويؤدي إلى رواج الاقتصاد والرخاء، ويمنع الفوضى، ويستأصل الفساد، ويزيل كل مظاهر التخلف والتخريب.
وفي المبحث السادس المعنون بـ (حقوق المواطنة في المنظور الإسلامي)، أشار إلى أن حقوق المواطنة في المنظور الإسلامي أكثر بكثير من الواجبات ،وتفوق إلى حد كبير الحقوق الأساسية والتبعية للمواطن في المواثيق الدولية، موجزا أهم تلك الحقوق في الحرية الدينية وغيرها، حيث منع الإسلام إكراه أحد على الدخول في الإسلام، بصريح القول: ﭽ ﯿ  ﰀ    ﰁ  ﰂﭼ، وخاطب الله نبيه مانعًا له ممارسة أي ضغط أو إكراه على تغيير الدين، فقال: ﭽ ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ  ﭮ   ﭯﭰ  ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ  ﭼ. مبينا أن القرآن لم يقتصر في تقرير الحرية على حرية العقيدة، بل عمها الإسلام في منهاجه السياسية جميع أنواع الحريات، مثل حرية النقد والاعتراض، وحرية التنقل، وحرية العمل، وحرية الممارسة. 
وحق الكرامة الإنسانية، وفيه كرّم الله تعالى كل إنسان مسلم أو غير مسلم؛ لأنه صنعه وخليقته، واصفًا إياه بقوله: ﭽ ﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠﭼ، ومبينا تكريمه للجنس البشري في قرآنه، قائلا: ﭽ ﮏ  ﮐ  ﮑ  ﮒ  ﮓ   ﮔ  ﮕ  ﮖ  ﮗ  ﮘ  ﮙ  ﮚ  ﮛ   ﮜ  ﮝ  ﮞ  ﮟﭼ مشيرا إلى دعوة الإسلام إلى الوحدة الإنسانية في آية ﭽ ﭵ  ﭶ  ﭷ  ﭸ  ﭹ  ﭺ  ﭻ  ﭼ   ﭽ  ﭾ  ﭿﮀ  ﭼ، وقوله تعالى: ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛ    ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ ﭡﭢ  ﭼ. 
وبين أن القرآن قد ألزم المسلمين في مجادلة غيرهم بالحسنى في قوله: ﭽ ﭒ    ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭼ. ولم يجز لهم سبّ آلهة المشركين الوثنيين منعًا من المنازعة، وإثارة المشكلات، وتأجيج الصراعات، وذلك في قوله: ﭽ ﮬ  ﮭ  ﮮ       ﮯ  ﮰ  ﮱ  ﯓ  ﯔ  ﯕ  ﯖ  ﯗ     ﯘﯙ  ﭼ.
وخلص إلى أن الإسلام أول من نادى بحقوق الإنسان، وشدد على ضرورة حمايتها، وأن كل دارس للإسلام، يعلم أن لها مقاصد، تتمثل في حماية حياة الإنسان ودينه وعقله وماله وأسرته. وها هو ذا التاريخ الإسلامي، قد سجل للخليفة الثاني عمر بن الخطاب مواجهته الحاسمة لانتهاك حقوق الإنسان، وقولته المشهورة : "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا "؟! 
وحق الملكية الخاصة، حيث له الحق في حفظ النفس الإنسانية والملكية، وهما من مقاصد الشريعة، فيحرم الاعتداء على كل إنسان في الوطن، مسلمًا كان أو غير مسلم، مواطنًا أم وافدًا؛ لأن حرمة الدماء عظيمة في الإسلام، إلا بجرم جنائي مرتكب، كالقصاص أو الحد، حفاظًا على الأمن والاستقرار، قال تعالى: ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ   ﭛ  ﭜ   ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ   ﭤ  ﭥ  ﭦ  ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ   ﭫﭬ  ﭼ، مؤكدا أن دماء غير المسلمين وأعراضهم وأموالهم مثل المسلمين، فلا يجوز الاعتداء عليها، وهذا هو المطبق في السنة النبوية والمقرر عبر التاريخ، مدعما ذلك بحادثة قتل مسلم رجلا من أهل الذمة، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأمر به فقُتل، فقال:" أنا أحق من أوفى بذمته". 
موضحا أن الأمان في الإسلام ،يشمل المسلمين والمعاهدين على الدوام أو المستأمنين الداخلين إلى بلاد المسلمين بأمان، لقوله تعالى: ﭽ ﯦ  ﯧ   ﯨ  ﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯬ  ﯭ   ﯮ  ﯯ  ﯰ  ﯱ  ﯲﯳ  ﯴ  ﯵ  ﯶ  ﯷ  ﯸ   ﭼ.  
وحق العدل، وذلك من خلال ما أوجبه الإسلام من الحكم بين الناس بالحق والإنصاف والعدل، دون محاباة أو تحيز، أو ميل لمسلم على حساب غيره أو على العكس؛ لقوله تعالى: ﭽ ﯘ  ﯙ    ﯚ  ﯛ  ﯜ  ﯝ  ﯞ  ﯟ   ﯠ  ﯡ  ﯢ  ﯣ   ﯤ  ﯥ  ﯦ  ﯧﯨ  ﯩ    ﯪ  ﯫ  ﯬ   ﯭﯮ  ﯯ    ﯰ  ﯱ           ﯲ   ﯳ    ﭼ.  
 حق المساواة، وفيه بيّن أن غير المسلم له حقوق متساوية مع المسلم في الوظائف العامة إلا ما اقتضته ظروف ذات طبيعة خاصة. وفيما عدا ذلك، فهم يتمتعون بحق المساواة في الحقوق والواجبات سواء في الحماية التامة، والمحافظة عليهم من أي اعتداء، أو حق الحياة، والحرية الدينية، وممارسة الشعائر الخاصة، وغيرها من أنواع الحريات، والمساواة أمام القانون، والتمتع بجنسية الدولة، مع حريتهم في استعمال لغاتهم الخاصة بهم، وترك الحق لهم في عدم الاندماج مع سائر المسلمين، وحريتهم في تطبيق أحكامهم الخاصة في قضايا الأسرة من زواج وطلاق وغير ذلك. كما أن الدفاع عنهم ضد أي اعتداء، فهو حكم مجمع عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة".
حق الرعاية، وفيه أوجب الإسلام حماية غير المسلمين من أي عدوان خارجي؛ لأن لهم حق الدفاع عنهم مما يؤذيهم ما للمسلمين، كما تقدم بيانه. حيث إن رعايتهم وحمايتهم من أي أذى واجب أساسي.
حق احترام الخصوصيات، وفيه يعمل غير المسلمين عملا بتوجيهات دينهم وشريعتهم في مظلة قاعدة غيرهم معاملة سامية، فيتركون  لهم الحرية في معتقداتهم وديانتهم ومعاملاتهم، فلا يحجرون عليهم شيئًا منها، ويحترمون حقوقهم في شؤون العقيدة وممارسة طقوس الشعائر الدينية من صلاة وقداسة وغيرها، ويكون لهم الحق في تناول ما يعتقدون إباحته، والفرح في أعيادهم ومقدساتهم، وتشييع جنائزهم وتعازيهم وغيرها من المناسبات، وتبادل التهاني فيها، وفوق ذلك أن لهم الحرية الكاملة في ترميم كنائسهم وبنائها بقدر الحاجة، فليس لهم شيء من السب والشتم والتهكم أو السخرية، أو إثارة الفتنة الدينية، أو الطعن بقيم الدين وتاريخه وحضارته، أو الاعتداء على الأعراض والكرامات.
حق التعلم والتعليم؛ لغير المسلم الحق في تعلم شؤون دينه وتاريخه، وتعليم الناشئة في المدارس والمنازل والكنائس وغيرها؛ لأن الإسلام قد رغّب في تلقي العلوم والمعارف، وإغناء الثقافات، وتقدم الحضارة والنهضة والمدنيات، وغير ذلك من كل ما هو نافع ومفيد للمجتمع،؛لأن مردود ذلك ،يعم الأمة ،ويسهم في تجاوز كل أوضاع التخلف، ويحقق العزة، ويصون الكرامة، ويدفع الشرور والتعديات الداخلية والخارجية.
 حسن المعاملة، إن توفير حسن النية وبناء جسور الثقة ،يتطلب العمل على إيجاد جسور مشتركة بين المسلمين وغيرهم، اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، ويكون من المصلحة المشتركة البر والإحسان من الطرفين، من زيارات ودية، وتبادل الهبات والهدايا، وتقديم تحية لطيفة بما هو متناسب مع الأعراف والعادات الاجتماعية، وزيارة المرضى، والتهنئة، والتعاطف في المصائب والأحزان والتعازي، فهو من البر والإحسان، وفي ذلك من الفائدة الحيوية لإيجاد بيئة راسخة من الثقة في المعاملات ،وتقديم الخير المشترك للأمة والوطن. ومنطلق هذه المعاملة قوله : ﭽ ﭹ  ﭺ      ﭻ  ﭼ  ﭽ   ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ    ﮃ       ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ  ﮎ     ﮏ  ﮐ  ﮑ   ﮒ  ﮓ  ﮔ  ﮕ   ﮖ  ﮗ  ﮘ      ﮙ  ﮚ  ﮛ  ﮜ  ﮝ   ﮞ  ﮟﮠ  ﮡ  ﮢ   ﮣ   ﮤ  ﮥ ﭼ.
هذا إن الإسلام من أجل حماية مبدأ المواطنة يرفض ثقافة الكراهية والعنصرية، ويربِّي المسلمين على حب الخير للآخرين. فقال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". 
حق التكافل الاجتماعي، إن غير المسلم في الحضارة الإسلامية مشمول بالرعاية الطبية، والتكافل 

المواطنة في المنظور الإسلامي

من طرف Abdoul karim CISSE  |  نشر في :  الثلاثاء, يناير 19, 2016 0 تعليقات


 ندوةعلمية عن (المواطنة الصالحة في المنظور الإسلامي)
نظمها مجلس علماء وكتاب شمال مالي 
في المركز الثقافي الإسلامي بحمد الله بماكو
13 /12/ 2015م

بعنوان: 
(المواطنة في المنظور الإسلامي) 

إعداد / يونس سعيد توري

تقع الورقة الموسومة بـ (المواطنة في المنظور الإسلامي) التي شارك بها الباحث/ يونس سعيد توري - وألقاها بالنيابة حامد سدبي- في الندوة العلمية عن (المواطنة الصالحة في المنظور الإسلامي) التي نظمها مجلس علماء وكتاب شمال مالي في المركز الثقافي الإسلامي بحمد الله بماكو بتاريخ 13 /12/2015م في ستين صفحة، ومقدمة، وستة مباحث، وخاتمة، وفهرسا للمصادر والمراجع. 
عرج في المقدمة على مفهوم المواطنة، مبينا أنه من أهم المشكلات المثيرة على بساط الجدل والبحث، في العالم الإسلامي وغيره، بمفاهيم غربية، مؤكدا أن الإسلام هو أول من دعا إلى الوحدة الإنسانية الشاملة؛ كي يعيش الناس في تفاهم ومودة وتعاون وأمن واستقرار، لافتا إلى أن ورقته، تأتي في إطار نسق فكري لبحث مفهوم المواطنة وأبعادها في المنظور الإسلامي، وإبراز الجانب الإسلامي في صياغة هذا المفهوم نظرا لاعتماده على الوحي كمعطى سابق، وملائمة تلك الصياغة للفطرة التي فطر الناس عليها فضلا عن أنه دين الإنسانية جمعاء. ملمحا إلى أننا اليوم وفي ظل الظروف الراهنة والخطيرة التي يشهدها العالم في أمس الحاجة إلى تربية المواطنة، والتي أكدت على ضرورة تعزيز روح العطاء والانتماء والولاء الصادق لدى المواطن، بحيث يدرك دوره باعتباره جزءا من المجتمع غير منفصل عنه بحال من الأحوال.  وهو ما تركز عليه الدول المتقدمة حيث تعطي العناية الكاملة لتربية المواطنة، والسعي لنشر الوعي بين مواطنيها؛ إذ إن المواطن الصالح هو رأس المال الحقيقي في العملية التنموية بكل أبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية. 
وتطرق إلى أهمية الورقة وأسباب اختيارها، ومشكلتها، وأهدافها، وحدودها، والمنهج في إعدادها، والدراسات السابقة لها، التي ذكر أربعة منها، ومن ثم هيكلية الورقة. 
وقد تناول في المبحث الأول المعنون بـ (تحديد مفهوم (الوطن) و(الوطنية) و(المواطنة) من منظور إسلامي) مفهوم المواطنة في اللغة، مبينا أنها تتسع للعديد من المفاهيم والتعريفات، فالمواطنة في اللغة مأخوذة من الوطن، وهو محل الإقامة والحماية. وأنها تصريف مفاعلة من كلمة (وطن‏),‏ والعرب عرفوا الوطن معرفة مبسطة، فهو مجرد مقر إقامة‏,‏ مستندين إلي الشرح القاموسي لكلمة (وطن‏),‏ حيث أوضح ابن منظور في موسوعته (لسان العرب) الوطن: هو المنزل الذي تُقِيمُ فيه، وهو موطنُ الإنسان ومحله, وجمع الوطن: أوطان، وأَوْطَان الْغَنَمِ والْبَقَرِ:مَرَابِضُهَا وأَمَاكِنُهَا التيِ تَأْوِي إِلَيهَا...وَوَطَنَ بالمكانِ وأَوْطَنَ : أقَامَ ، وأوطنَهُ : اتخذه وَطَناً، يقال : أَوْطَنَ فُلَانٌ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا ، أي : اتَّخَذَهَا مَحَلَّا وَمَسْكَناً يُقِيمُ فِيهَا. والمَوْطِنُ : المشهدُ من مَشاهدِ الحرب ، وجمعه : مَوَاطِن، وفي التنزيل العزيز: ﭽ ﮞ  ﮟ  ﮠ  ﮡ  ﮢ   ﮣﮤ  ﭼ. وأوْطَنْتُ الأرض وَوَطَنْتُهَا تَوْطِيناً واستَوْطَنْتُهَا أي: اتَّخَذْتُهَا وَطَنًا، والمَوَاطِنُ جَمعُ مَوْطِنٌ : والمَوْطِنُ: الْمَشْهَدُ مِنْ مَشَاهِدِ الْحَرْبِ.
ولفت إلى أن بعض أهل اللغة لم ير دلالة لهذا اللفظ على مفهومها الحديث، إذ إن (واطن) في اللغة تعني: مجرد الموافقة، مثل قولهم : واطنت فلاناً، يعني: وافقت مراده؛ بينما رأى آخرون إمكانية بناء دلالة مقاربة للمفهوم المعاصر بمعنى المعايشة في وطن واحد من لفظة (المواطنة) ، المشتقة من الفعل (واطن)، لا من الفعل (وطن)، فواطن فلان فلاناً يعني : عاش معه في وطن واحد، كما هو الشأن في ساكنه، يعني : سكن معه في مكان واحد. 
منبها في السياق ذاته إلى أن كلمة الوطن،لم ترد في القرآن الكريم باستثناء قوله تعالى: ﭽ ﮞ  ﮟ  ﮠ  ﮡ  ﮢ   ﮣﮤ  ﮥ  ﮦﮧ  ﮨ  ﮩ  ﮪ     ﮫ   ﮬ  ﮭ  ﮮ  ﮯ  ﮰ  ﮱ   ﯓ  ﯔ  ﯕ  ﯖ  ﯗ    ﭼ. بينما ورد في السنة، الوطن والديار والبلاد، مستشهدا بمجموعة روايات بالخصوص. منوها إلى أن كلمة الوطن وإن لم ترد في القرآن الكريم، فقد وردت كلمة الديار – وهي مرادفة لها – في مواضع عديدة منها على سبيل المثال: قوله تعالى: ﭽ  ﯘ  ﯙ    ﯚ  ﯛ  ﭼ. وقوله عز وجل: ﭽ ﮗ   ﮘ   ﮙ  ﮚ  ﭼ.وقوله تعالى: ﭽ ﮗ  ﮘ       ﮙ  ﮚ  ﮛ        ﮜ  ﮝ  ﮞ  ﮟ  ﮠ    ﮡ  ﮢﮣﭼ وقوله تعالى: ﭽ ﮜ  ﮝ   ﮞ  ﮟ  ﮠ  ﮡ  ﮢﮣ  ﭼ. مستخلصا إلى القول: إن من خلال الآيات السابقة، يتضح أن الدار التي ترادف معنى الوطن عبارة عن وعاء يستوعب حركة ساكنيه وتفاعلهم وحسبما يكون سلوكهم في أوطانهم يكون واقعهم في الحياة، فالدار ترتبط بخصائص أهلها.
وقد أوضح تحت مفهوم الوطنية اختلاف الباحثين والكتاب في نظرتهم إليه، تبعاً لاختلاف اتجاهاتهم الفكرية، فهناك من رأى أنها مجرد حب للوطن والشعور بارتباط باطني نحوه وهي ارتباط الفرد بقطعة من الأرض تعرف باسم الوطن. وعليه عرّفت الوطنية بأنها عبارة عن مشاعر وروابط فطرية تنمو بالاكتساب لتشد الإنسان إلى الوطن الذي استوطنه.بينما ذهب البعض الآخر إلى أن هذا المفهوم (الوطنية) ليس مجرد ارتباط بين مجموعة من البشر بأرض محددة، وإنما هي ولاء وانتماء من كل هؤلاء الذين يعيشون على هذه الأرض.  
وفي هذا السياق اعتبر الوطنية نوعاً من الارتباط بين الذات والوطن والانفتاح على الآخر وحدودية الاندماج فيه، ثم الدفاع عن المصلحة الذاتية داخل العالمية والمصلحة الخاصة داخل العمومية. إذ عن الوطنية – بمفهومها الواسع – تشكل إطاراً للقيم الإنسانية، وليست جداراً يسجن ولا حاجزاً للنفي، إنما هي معبرٌ للالتقاء بالإنسانية كلها.
لافتا إلى أن الوطنية في الإسلام تعني محبة الفرد لوطنه وبلده وقيامه بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام ووفاؤها بها، وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد وإرشادهم إلى طريق استخدام هذه التقوية في مصالحهم، التي يراها الإسلام فريضة لازمة، قال تعالى: ﭽ ﯜ  ﯝ  ﯞ  ﯟ  ﯠ  ﯡﯢ  ﯣ  ﯤ   ﯥ  ﯦ ﭼ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وكونوا عباد الله إخوانا". وخلص في نهاية هذه الفقرة إلى تعريف بعض الباحثين للوطنية في المنظور إسلامي الذي يفيد بأنها نوع من التعلق بالوطن الذي يعيش فيه المسلم، أيّاً كان موقعه الجغرافي وإضمار الحب والولاء لساكنيه من المؤمنين العاملين من أجل إقامة دين الله في الأرض مهما اختلفت ألوانهم وألسنتهم وأجناسهم. معقبا عليه بالقول : وقد روعي في هذا التعريف حالة المسلمين وهم قوة، وأما وقد انقلب الحال إلى ما لا يخفى على أحد، ومسايرة لأنظمة المجتمع الدولي، ومواكبة للعصر الحديث بما يستحق، والسير وفق تعاليم الإسلام الداعية إلى العيش مع الآخرين في وئام وأمان جنبا إلى جنب دون اضطهاد أو إكراه أو عنف وتطرف، نستخلص من التعريف السابق ما يلي أن الوطنية في الإسلام تعني : (تعلق المسلم بالوطن الذي يعيش فيه، وإضمار الولاء الكامل لشعبه، واحترام أنظمته وقوانينه).
وعن مفهوم المواطنة، أشار الباحث إلى أنه لا يتصور وجود الوطن بدون مواطنين، يعيشون فيه معاً،فالمواطنون هم فئات الشعب على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية، يجمعهم وطن واحد، له حدوده الجغرافية والسياسية وتاريخه ونضاله المشترك وقوانينه التي تنظم العلاقات بينهم. مبينا أن كلمة المواطن تعني الإنسان، ومضافاً إليه مدلول من دلالات الوطن، ليس الأرض بما فيها من موارد فحسب، وإنما الوطن في أوسع معانيه، والذي يمنح المنتمي إليه الإقامة والحماية والانتماء والعمل والاستقرار وغير ذلك من الحقوق التي يتيحها الوطن للمواطن.  مؤكدا أن لفظة المواطنة، فتوحي بالتفاعل بين الذين ينتمون إلى الوطن، فيأخذون منه ما يعطى من حقوق، ويمنحونه ما يتطلب من واجبات. ليسرد في النهاية جملة من تعريفات العلماء والباحثين.
مستخلصا إلى أن المواطنة هي: علاقة الإنسان بوطنه، وهي قضية اعتبارية خاضعة للتطور، وخاضعة للارتفاع والهبوط من خلال نوعية العلاقة بين هذا الإنسان والأرض، أو المجتمع. فلو افترضنا أن هذا الوطن بدساتيره ومواقفه السياسية أساء للإنسان الذي يعيش على أرضه، نجد أن علاقة المواطنة تضعف بطبيعة الحال. 
ولذا فإن المواطنة ليست شيئاً مقدساً أو مثالياً، فعلاقة المواطنة تشتد أو تقوى إذا أعطي لهذا الإنسان حقوقه، واستجيب لحاجاته الأساسية. فالوطن بهذا المعنى ليس هو الأرض، وإنما هو النظام السياسي الذي يعطي لصفة مواطنيه الثبات والاستقرار.
مفهوم المواطنة في المنظور الإسلامي، وتحت هذه الفقرة عالج الباحث التصور الإسلامي للمواطنة، موضحا أن الكتاب والسنة يخلوان من استعمال لفظ (وطن)، بينما  ورد في القرآن الكريم لفظ بلد وبلدة وبلاد وديار ومساكن. موضحا أن الإضافة في لفظ (ديارنا) و(دياركم) و(ديارهم) في القرآن تعني الملكية الجماعية للوطن، بحيث لا يختص به حاكم دون محكوم ولا محكوم دون حاكم؛ لأن الإنسان إذا ملك شيئاً يشعر أنه جزء من كيانه، وقطعة من قلبه. مستشهدا بالأثر القائل: (حب الوطن من الإيمان)، معقبا عليه بنقد السخاوي له حيث قال:"لم أقف عليه". مبينا أنه وإن لم يكن حديثا إلا أنه يفيد أن من المظاهر الإيمانية للمسلم أن يحب وطنه وبلده التي ينتمي إليها، وقد فعل الرسول صلى الله عليه وسلم  ذلك عند خروجه من مكة مهاجرا، حيث قال:"والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله, ولولا أني أخرجت منك ما خرجت".
وخلص إلى أن العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، قائمة على التعاون والتناصح وحب الخير للآخرين. مؤكدا أن مفهوم المواطنة في الإسلام، يتجاوز علاقة المواطن بمسقط رأسه إلى المجتمع الإنساني، فالمواطنة عبارة عن مستويات وعلاقات ودوائر متعددة، تبدأ من علاقة المواطن المسلم بمجتمعه المحلي مروراً بالمجتمع الإسلامي، وانتهاءً بالمجتمع العالمي، وهذه العلاقات حيث امتدت أنبتت حقوقاً وواجبات وتفاعلات محكومة بضوابط شرعية. وعليه أيد الإسلام حق المواطنة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وقرر مبدأ المساواة وذلك من خلال معادلته الإخراج من الوطن بقتل النفس، في قوله تعالى: ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ   ﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠﭡ    ﭼ. وكذا اعتباره الدفاع عن الوطن دفاعا عن الدين، في قوله: ﭽ ﭛ  ﭜ  ﭝﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ   ﭦ   ﭧﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭﭮ  ﭼ. لافتا إلى أن ووجه الدلالة مما سبق هو أن حب الوطن، يدفع الإنسان إلى الاستماتة في سبيل الدفاع عن وطنه، وهذا مشروع كالدفاع عن الدين.
وفي المبحث الثاني الموسوم بـ ( أهداف وأسس وخصائص المواطنة في المنظور الإسلامي) ركز على أهداف المواطنة في المنظور الإسلامي، موضحا أن حب الوطن شعور فطري، لم يُنكره الإسلام، واستشهد بقول الرسول حين سألت أم المؤمنين عائشة أصيلا:"كيف تركت مكة؟ قال : اخضرّت أجنابها، وابيضت بطحاؤها، وأغدق أزخرها، وانتشر سلمها، فقال رسول الله : حسبك يا أصيل لا تحزنّا "، وفي رواية أخرى قال : "يا أصيل دع القلوب تقر". 
ملمحا إلى أن مما يدل على الارتباط الشعوري بالوطن، هو اعتبار القرآن الكريم إخراج الإنسان من دياره معادلاً للقتل الذي يخرجه من عداد الأحياء، قال تعالى: ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ   ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ   ﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ   ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭼ، كما أن في إشارة القرآن الكريم إلى الإخراج من الأرض كوسيلة عقاب وزجر للمفسدين فيها، ما يدل على موقع الوطن، وأهميته بالنسبة للإنسان، وأن الإخراج منه أمر ثقيل على النفس، حيث قال تعالى: ﭽ ﭻ   ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃ   ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉ  ﮊ  ﮋ   ﮌ  ﮍ  ﮎ  ﮏ  ﮐ  ﮑ  ﮒﮓ  ﮔ   ﮕ  ﮖ  ﮗ  ﮘﮙ  ﮚ  ﮛ  ﮜ  ﮝ  ﮞ   ﭼ.
(أسس المواطنة في المنظور الإسلامي) وتحت هذه الفقرة شدد على أن يكون المرء مواطنا في دولة ما يعني أن هناك علاقة تعاقدية بينه وبينها، وعلى ضوئها، يتم تبادل الحقوق والواجبات بينه وبينها بحيث يؤدي إليها واجب الولاء والانتماء، وواجب الطاعة أي القبول بالنظام السياسي، وقواعده القانونية والسياسية، التي تنظم الفضاء العام، وتؤدي هي إليه كافة الحقوق الواجبة عليها، بداية من توفير الحد الأدنى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، التي لا يمكن للحياة أن تقوم إلا بها، مثل: توفير المسكن الملائم، والعمل المناسب للقدرات والكفاءات التي تم تأهيله لها، وأسباب الحياة السهلة، ثم الحقوق السياسية، التي تتمثل في الحق في المشاركة السياسية، والحق في تكوين الجمعيات، والأحزاب، وحق النقد والتعبير، والحقوق القانونية، التي تكفل المساواة، وعدم التمييز على أساس طائفية أو عرقية، بما في ذلك الحق في حرية التزام دين مختلف عن دين الدولة لغير المسلم.
وبهذا الصدد طرح سؤال: ما موقف الإسلام من الديمقراطية والعلمانية ؟ فخلص إلى أن الأصول الضرورية للمواطنة، تبتعد عن وجود تصادم أو تعارض بين المفهوم الغربي للمواطن والمفهوم الإسلامي له، فلا يكون هناك إشكالية بين الإسلام باعتباره شريعة ونظاما أو قانونا، وبين النظام الديمقراطي الغربي؛ لأن العلمانية، لا تعني في حقيقتها معاداة الدين، أو محاربة الأخلاق والقيم العليا، وإنما تعني ضرورة وجود ما يسمى بالوحدة الوطنية في القضايا العامة بين جميع المواطنين. منوها إلى أن ما نشهده من تصرفات جانحة أو شاذة لبعض العلمانيين، فهو سوء تطبيق وتشويه لمبدأ الوحدة الوطنية؛ لأن الإسلام يتعايش مع جميع الأديان والنحل والمذاهب، ويحترم قواعد النظام العام والآداب والعقائد والسلوكيات الخاصة لأتباع دين أو مذهب ما. 
وتوصل في هذا السياق إلى أن المواطنة في الإسلام، تضمن لجميع المواطنين حقوقهم المتمثلة بحقوق الإنسان لقيامها على قاعدة التسامح، فهي ليست شعارات، وإنما هي أداة بناء واستقرار، لقيامها على الحرية والمساواة، مؤكدا أن الإسلام هو أول من دعا إلى الوحدة الإنسانية الشاملة؛ ليعيش الناس في مودة وتعاون واستقرار، وذلك من خلال بعض النصوص الدالة على ذلك في القرآن الكريم كقوله تعالى: ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛ    ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ ﭡﭢ  ﭼ. وقوله صلى الله عليه وسلم:"أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد،كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى". 
ليطرح سؤالا مفاده:كيف يكون المسلم مواطنا في بلد غير إسلامي؟ ومن خلال إجابته، بيّن أنه من المواضيع الشائكة، التي احتلت موقعا مهما من البحث والاجتهاد، وخاصة الجانب الشرعي منه قديما وحديثا. لافتا إلى أن في عصرنا الحالي، لم تعد إقامة المسلم في بلد غير إسلامي قضية فردية؛ بل أضحت واقعا عاما، وهي تتوسع وتنتشر بسبب موجات الهجرة من العالم الإسلامي نحو الغرب. مشيرا إلى أن الفقهاء القدامى، قد اجتهدوا في هذا الموضوع، وقدموا عصارة جهدهم فيه؛ ولكن ظروف اليوم غير ظروف الأمس، واختلفت الأمور تماما عما كانت عليه سابقا، وهذا يقتضي إعادة النظر والتعامل مع الواقع الجديد بما تحيط به من ظروف وحيثيات، لا كما كان الأمر زمن الفقهاء السابقين.
ماوضح أن ظروف المسلم تختلف من حين إلى آخر، فتارة يعيش في بلد إسلامي، وتارة يعيش في دولة غير إسلامية؛ ولكن الإسلام لم يترك ذلك؛ بل شرع ما تضبط تصرفاته وسلوكه في كل الأحوال أينما حل وارتحل، مؤكدا أن الإسلام دين واقعي، يراعي الواقع ومصالح الناس،كما أنه دين عالمي الرسالة والتشريع، ومن أجله جاءت التشريعات لتلبي الفطرة وتوازن بين الحقوق والواجبات، وتغطي كافة مناشط الإنسان، كما تغطي جوانب الاعتقاد والعبادات والتشريعات والمعاملات والأخلاق.
وأن إقامة المسلم اليوم في بلدان غير إسلامية، لم تعد من باب الترف أو الكماليات أو الضرورة الطارئة والظروف الاستثنائية؛ بل أصبحت أمرا معتادا؛ ولم تعد تلك البلاد اليوم بالنسبة للمسلمين دار حرب ،كما جرى التصنيف الفقهي القديم، فهناك المواثيق والاتفاقيات والقوانين الدولية الحاكمة والضابطة والمنظمة للعلاقات بين الدول، ونجد غالبية هذه الدول إن لم تكن كلها، لها الأنظمة والأعراف التي تؤمّن للمقيمين فيها دينهم وعقيدتهم وشريعتهم. 
مبينا أن الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم، ألا تختلف من زمن إلى آخر، وفي مجتمع إسلامي أو غيره، وإذا اختلفت هذه العلاقة، فإنما يعود اختلافها إلى أحوال المسلمين من جهة، أو اختلاف مواقف غيرهم منهم من جهة أخرى. 
وعليه فإن أصل العلاقة بين المسلمين وغيرهم (علاقة دعوية)، منها تنبثق العلاقات الجزئية التفصيلية، وعلى أساسها تتنوع مواقف الناس منها، وتتحد العلاقات الأخرى، فمن العلاقة الدعوية، تنبثق علاقات (الرحمة والشفقة) قال تعالى: ﭽ ﮐ  ﮑ  ﮒ   ﮓ  ﮔ ﭼ. ومنها تنبثق علاقة (المسالمة والبر بالسالمين)، قال تعالى: ﭽ ﭹ  ﭺ      ﭻ  ﭼ  ﭽ   ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ    ﮃ      ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ  ﮎ ﭼ، ومنها تنبثق علاقة (العدل والإحسان) قال تعالى: ﭽ ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ   ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃ  ﮄ  ﮅ   ﮆ  ﮇﮈ  ﮉ  ﮊ  ﮋ   ﭼ.
وخلص في هذه النقطة إلى أن الإسلام كنظام يتيح إنشاء دولة مدنية، وما ينشأ من هذا النظام قابلة للتطور والتفاعل مع حركة التاريخ صعودا وهبوطا وفق سنن الكون، والأمر بكليته يعتمد على حركة الناس أنفسهم.
وفي المبحث الثالث الموسوم بـ (مواصفات المواطن الصالح في المنظور الإسلامي) أشار إلى أن مجرد الولادة في وطن ما والنشأة بين سكانه، وحمل جنسيته لا يكفي لجعل الشخص مواطناً صالحاً، بل إن المواطنة الصالحة، تقتضي أن يتحلى المواطن بمجموعة من الصفات التي تجعله منتجاً فعالاً صالحاً لخدمة وطنه في حدود إمكاناته وقدراته الخاصة. موضحا أن فعالية المواطن المسلم، تنبثق من خلال شعوره بأنه مخلوق مكرم، وأنه مستعمر في هذه الأرض بأمر الله عز وجل: ﭽ ﯻ  ﯼ  ﯽ  ﯾ   ﯿ  ﰀ  ﰁ  ﰂ  ﰃ  ﰄﰅ  ﰆ    ﰇ  ﰈ  ﰉﭼ. مجملا مواصفات المواطن الصالح في مواصفات إيمانية تعد أساس الاستقامة، ومنبع الفعالية بالنسبة للمواطن المسلم، يوجه سلوكه، ويحرك همته، ويقوي عزيمته على حمل الأمانة والقيام بالواجبات تجاه الآخرين، ومن أبرزها الغضب لانتهاك الحرمات، وتفويض الأمر إلى الله، والاستعانة به، والتوكل عليه. ومواصفات أخلاقية، تتحدد في الأمانة، والاستقامة وتجنب الفساد، مشيرا إلى تحذير الإسلام من الإفساد في الأرض حيث قال : ﭽ  ﮎ  ﮏ  ﮐ  ﮑ  ﮒ   ﮓﮔ ﭼ، كما نهى عن ارتكاب الجرائم الأخلاقية وعلى رأسها قتل النفس، فقال: ﭽ ﭙ  ﭚ   ﭛ  ﭜ   ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ   ﭤ  ﭥ  ﭼ، وشددا على أن الإفساد في الأرض لا يكون فقط بارتكاب المحرمات في حق الناس، وإنما يكون كذلك في كل الممارسات السلوكية التي تضر بالبيئة من إسراف في الموارد أو إتلاف أو تلويث للبيئة. 
وتطرق في سياق الحديث عن المواصفات الأخلاقية إلى الطهارة والعفة، منوها إلى دعوة نبي الله لوط قومه إلى الطهارة، ونبذ السلوك الشاذ المتناقض مع الفطرة الإنسانية، فقال: ﭽﮫ  ﮬ      ﮭ  ﮮ  ﮯ  ﮰ  ﮱﯓ   ﭼ. لافتا إلى دور القناعة والرضا في تلك المواصفات الأخلاقية، ملمحا إلى المقياس الحقيقي للغني كما جاء في لتعاليم النبوية حيث قال الرسول:" ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس". دون أن يغفل أهمية الكرم والإيثار كعنصر مهم في هذا المجال، مشيرا إلى تجسد هذه الصفة في المهاجرين حيث جاء في القرآن: ﭽ ﯷ  ﯸ  ﯹ  ﯺ   ﯻ     ﯼ    ﯽﯾ   ﯿ  ﰀ  ﰁ  ﰂ  ﰃ  ﰄ  ﰅﭼ، كما لسعة الصدر والحلم والشجاعة في قول الحق أيضا مكانته في تلك المواصفات.
وأما المواصفات الوجدانية الانفعالية؛ فقد أوجزها في حب الخير للآخرين والإشفاق عليهم، والمبادرة إلى نقد الذات وتقويمها حيث إنها صفة ضرورية لإصلاح النفس وتخليصها من الأسباب المعيقة للحركة داخل المجتمع. ومنها أيضا مواصفات اجتماعية، تعبر عن الروح الاجتماعية العالية والاستعداد للاندماج والتفاعل مع الآخرين، وقد أجملها في مخالطة الناس وتحمل أذاهم، والتعاون مع الآخرين، وحب العمل والحرص على إتقانه، والحرص على المصلحة العامة، لافتا إلى أن المواطن الصالح لا يسعى إلى تحقيق رغباته وطموحاته وأمانيه على حساب المصلحة العامة وبما يضر بالآخرين، كحال من يحتكر السلعة ليحقق المكاسب المادية أو يتحايل على القوانين والنظم لتحقيق مآربه الخاصة، أو يقدم المصلحة الحزبية الضيقة على مصلحة الوطن. 
وأما المواصفات العقلية، فقد حصرها في: حسن المنطق وحضور الحجة، الانفتاح الذهني، والمرونة العقلية.
وفي المبحث الرابع المعنون بـ (المواطنة كما طبقتها صحيفة المدينة) ركز على الوثيقة، مبينا كيفية تنظيم النبي صلى الله عليه وسلم مجتمع المدينة المنورة، دون فرق بين مهاجرين وأنصار، وبين مؤمنين ويهود، فالكل يعاملون على أساس واضح من المساواة، فليس هناك مواطنون من الدرجة الأولى، وآخرون من الدرجة الثانية أو الثالثة، فالجميع سواسية أمام القانون، ولا يعفى أحد من طائلة النظام أو القانون الجنائي وغيره من القوانين الدستورية والإدارية والدولية. لافتا إلى أن هذه الوثيقة مثل أعلى يمثل شرف المواطنة وتقرير حقوق المواطنين على أساس واضح من المساواة، وتحمل المسؤوليات دون منح بعضهم شيئاً من الامتيازات، على عكس ما كان مقرراً في الأمم غير الإسلامية في الماضي من إعطاء امتيازات لبعض المواطنين.
منوها إلى أن صحيفة المدينة لم تفصل بين الدين والدولة؛ بل وصل وميز، ولم يكن الاعتقاد شرطا في المواطنة، حيث يجد الناظر في بنودها أنها لم تعبر (أحادية الاعتقاد) شرطا في المواطنة، ولم تفصل بين الدين والدولة؛ بل ميزت بينهما، وذلك تجلى في تمييزها الواضح بين أمة المؤمنين (المهاجرون والأنصار)، وأمة الوطن (كل سكان المدينة قاطبة). مخلصا إلى أن وثيقة المدينة دليل قاطع على انتفاء الصفة الدينية عن الدولة في التصور السياسي الإسلامي؛ إذ هي دولة مدنية، تتعدد فيها الأطياف الدينية، وتتعايش في ظلها تحت عنوان المواطنة الكاملة التي لا تشترط الاعتقاد أساسا لها.
وأما المبحث الخامس الموسوم بـ (واجبات المواطنة في المنظور الإسلامي) فقد أوضح فيه أن المواطنة تفرض على المواطن مجموعة من الواجبات التي يجب عليه القيام بها والالتزام بمقتضاها، رعاية لحق الوطن وسلامته؛ لأنه إذا لم يوف أبناء الوطن بما عليه من حقوق لوطن، ضاعت حقوقه المدنية التي يستحقها، مجملا تلك الواجبات في الولاء والإخلاص للدولة والوطن، وحب الذين يعيشون معه مسلمين أو غيرهم، ويتعرضون معهم لكل إساءة وخطر، ويستفيدون جميعًا من مغانمه، ما يجعل الوطن خيرًا ومتعة للجميع، والدفاع عن الوطن؛ لأن الوطن للكل، والخير والشر يعم الجميع، وهذا الدفاع ،يتطلب التضحية بالنفس والمال وأغلى شيء في الوجود. واحترام نظام الدولة ودستورها؛ حيث أوجب الإسلام على المواطن رعاية العهد والميثاق وطاعة الحاكم، وصون مصلحة الدولة والقيام بواجباته الدينية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية والصحية والثقافية؛ لأن ذلك يحقق الأمن، ويحفظ نظام التعامل، ويؤدي إلى رواج الاقتصاد والرخاء، ويمنع الفوضى، ويستأصل الفساد، ويزيل كل مظاهر التخلف والتخريب.
وفي المبحث السادس المعنون بـ (حقوق المواطنة في المنظور الإسلامي)، أشار إلى أن حقوق المواطنة في المنظور الإسلامي أكثر بكثير من الواجبات ،وتفوق إلى حد كبير الحقوق الأساسية والتبعية للمواطن في المواثيق الدولية، موجزا أهم تلك الحقوق في الحرية الدينية وغيرها، حيث منع الإسلام إكراه أحد على الدخول في الإسلام، بصريح القول: ﭽ ﯿ  ﰀ    ﰁ  ﰂﭼ، وخاطب الله نبيه مانعًا له ممارسة أي ضغط أو إكراه على تغيير الدين، فقال: ﭽ ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ  ﭮ   ﭯﭰ  ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ  ﭼ. مبينا أن القرآن لم يقتصر في تقرير الحرية على حرية العقيدة، بل عمها الإسلام في منهاجه السياسية جميع أنواع الحريات، مثل حرية النقد والاعتراض، وحرية التنقل، وحرية العمل، وحرية الممارسة. 
وحق الكرامة الإنسانية، وفيه كرّم الله تعالى كل إنسان مسلم أو غير مسلم؛ لأنه صنعه وخليقته، واصفًا إياه بقوله: ﭽ ﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠﭼ، ومبينا تكريمه للجنس البشري في قرآنه، قائلا: ﭽ ﮏ  ﮐ  ﮑ  ﮒ  ﮓ   ﮔ  ﮕ  ﮖ  ﮗ  ﮘ  ﮙ  ﮚ  ﮛ   ﮜ  ﮝ  ﮞ  ﮟﭼ مشيرا إلى دعوة الإسلام إلى الوحدة الإنسانية في آية ﭽ ﭵ  ﭶ  ﭷ  ﭸ  ﭹ  ﭺ  ﭻ  ﭼ   ﭽ  ﭾ  ﭿﮀ  ﭼ، وقوله تعالى: ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛ    ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ ﭡﭢ  ﭼ. 
وبين أن القرآن قد ألزم المسلمين في مجادلة غيرهم بالحسنى في قوله: ﭽ ﭒ    ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭼ. ولم يجز لهم سبّ آلهة المشركين الوثنيين منعًا من المنازعة، وإثارة المشكلات، وتأجيج الصراعات، وذلك في قوله: ﭽ ﮬ  ﮭ  ﮮ       ﮯ  ﮰ  ﮱ  ﯓ  ﯔ  ﯕ  ﯖ  ﯗ     ﯘﯙ  ﭼ.
وخلص إلى أن الإسلام أول من نادى بحقوق الإنسان، وشدد على ضرورة حمايتها، وأن كل دارس للإسلام، يعلم أن لها مقاصد، تتمثل في حماية حياة الإنسان ودينه وعقله وماله وأسرته. وها هو ذا التاريخ الإسلامي، قد سجل للخليفة الثاني عمر بن الخطاب مواجهته الحاسمة لانتهاك حقوق الإنسان، وقولته المشهورة : "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا "؟! 
وحق الملكية الخاصة، حيث له الحق في حفظ النفس الإنسانية والملكية، وهما من مقاصد الشريعة، فيحرم الاعتداء على كل إنسان في الوطن، مسلمًا كان أو غير مسلم، مواطنًا أم وافدًا؛ لأن حرمة الدماء عظيمة في الإسلام، إلا بجرم جنائي مرتكب، كالقصاص أو الحد، حفاظًا على الأمن والاستقرار، قال تعالى: ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ   ﭛ  ﭜ   ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ   ﭤ  ﭥ  ﭦ  ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ   ﭫﭬ  ﭼ، مؤكدا أن دماء غير المسلمين وأعراضهم وأموالهم مثل المسلمين، فلا يجوز الاعتداء عليها، وهذا هو المطبق في السنة النبوية والمقرر عبر التاريخ، مدعما ذلك بحادثة قتل مسلم رجلا من أهل الذمة، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأمر به فقُتل، فقال:" أنا أحق من أوفى بذمته". 
موضحا أن الأمان في الإسلام ،يشمل المسلمين والمعاهدين على الدوام أو المستأمنين الداخلين إلى بلاد المسلمين بأمان، لقوله تعالى: ﭽ ﯦ  ﯧ   ﯨ  ﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯬ  ﯭ   ﯮ  ﯯ  ﯰ  ﯱ  ﯲﯳ  ﯴ  ﯵ  ﯶ  ﯷ  ﯸ   ﭼ.  
وحق العدل، وذلك من خلال ما أوجبه الإسلام من الحكم بين الناس بالحق والإنصاف والعدل، دون محاباة أو تحيز، أو ميل لمسلم على حساب غيره أو على العكس؛ لقوله تعالى: ﭽ ﯘ  ﯙ    ﯚ  ﯛ  ﯜ  ﯝ  ﯞ  ﯟ   ﯠ  ﯡ  ﯢ  ﯣ   ﯤ  ﯥ  ﯦ  ﯧﯨ  ﯩ    ﯪ  ﯫ  ﯬ   ﯭﯮ  ﯯ    ﯰ  ﯱ           ﯲ   ﯳ    ﭼ.  
 حق المساواة، وفيه بيّن أن غير المسلم له حقوق متساوية مع المسلم في الوظائف العامة إلا ما اقتضته ظروف ذات طبيعة خاصة. وفيما عدا ذلك، فهم يتمتعون بحق المساواة في الحقوق والواجبات سواء في الحماية التامة، والمحافظة عليهم من أي اعتداء، أو حق الحياة، والحرية الدينية، وممارسة الشعائر الخاصة، وغيرها من أنواع الحريات، والمساواة أمام القانون، والتمتع بجنسية الدولة، مع حريتهم في استعمال لغاتهم الخاصة بهم، وترك الحق لهم في عدم الاندماج مع سائر المسلمين، وحريتهم في تطبيق أحكامهم الخاصة في قضايا الأسرة من زواج وطلاق وغير ذلك. كما أن الدفاع عنهم ضد أي اعتداء، فهو حكم مجمع عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة".
حق الرعاية، وفيه أوجب الإسلام حماية غير المسلمين من أي عدوان خارجي؛ لأن لهم حق الدفاع عنهم مما يؤذيهم ما للمسلمين، كما تقدم بيانه. حيث إن رعايتهم وحمايتهم من أي أذى واجب أساسي.
حق احترام الخصوصيات، وفيه يعمل غير المسلمين عملا بتوجيهات دينهم وشريعتهم في مظلة قاعدة غيرهم معاملة سامية، فيتركون  لهم الحرية في معتقداتهم وديانتهم ومعاملاتهم، فلا يحجرون عليهم شيئًا منها، ويحترمون حقوقهم في شؤون العقيدة وممارسة طقوس الشعائر الدينية من صلاة وقداسة وغيرها، ويكون لهم الحق في تناول ما يعتقدون إباحته، والفرح في أعيادهم ومقدساتهم، وتشييع جنائزهم وتعازيهم وغيرها من المناسبات، وتبادل التهاني فيها، وفوق ذلك أن لهم الحرية الكاملة في ترميم كنائسهم وبنائها بقدر الحاجة، فليس لهم شيء من السب والشتم والتهكم أو السخرية، أو إثارة الفتنة الدينية، أو الطعن بقيم الدين وتاريخه وحضارته، أو الاعتداء على الأعراض والكرامات.
حق التعلم والتعليم؛ لغير المسلم الحق في تعلم شؤون دينه وتاريخه، وتعليم الناشئة في المدارس والمنازل والكنائس وغيرها؛ لأن الإسلام قد رغّب في تلقي العلوم والمعارف، وإغناء الثقافات، وتقدم الحضارة والنهضة والمدنيات، وغير ذلك من كل ما هو نافع ومفيد للمجتمع،؛لأن مردود ذلك ،يعم الأمة ،ويسهم في تجاوز كل أوضاع التخلف، ويحقق العزة، ويصون الكرامة، ويدفع الشرور والتعديات الداخلية والخارجية.
 حسن المعاملة، إن توفير حسن النية وبناء جسور الثقة ،يتطلب العمل على إيجاد جسور مشتركة بين المسلمين وغيرهم، اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، ويكون من المصلحة المشتركة البر والإحسان من الطرفين، من زيارات ودية، وتبادل الهبات والهدايا، وتقديم تحية لطيفة بما هو متناسب مع الأعراف والعادات الاجتماعية، وزيارة المرضى، والتهنئة، والتعاطف في المصائب والأحزان والتعازي، فهو من البر والإحسان، وفي ذلك من الفائدة الحيوية لإيجاد بيئة راسخة من الثقة في المعاملات ،وتقديم الخير المشترك للأمة والوطن. ومنطلق هذه المعاملة قوله : ﭽ ﭹ  ﭺ      ﭻ  ﭼ  ﭽ   ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ    ﮃ       ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ  ﮎ     ﮏ  ﮐ  ﮑ   ﮒ  ﮓ  ﮔ  ﮕ   ﮖ  ﮗ  ﮘ      ﮙ  ﮚ  ﮛ  ﮜ  ﮝ   ﮞ  ﮟﮠ  ﮡ  ﮢ   ﮣ   ﮤ  ﮥ ﭼ.
هذا إن الإسلام من أجل حماية مبدأ المواطنة يرفض ثقافة الكراهية والعنصرية، ويربِّي المسلمين على حب الخير للآخرين. فقال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". 
حق التكافل الاجتماعي، إن غير المسلم في الحضارة الإسلامية مشمول بالرعاية الطبية، والتكافل 

0 التعليقات:

La citoyenneté en islam

Comment peut-onêtre un bon citoyen musulman dans un pays non musulman ?
 Peut-onêtre un bon citoyen non musulman dans un pays islamique ?
Comment l’islam a –t- il  instauré unecohabitation pacifique entre diverses communautés ?
Telles sont, entre autres, des questions qui seront traitées.
Nous savons certes que l’islam a prôné la paix, la tolérance et le vivre ensemble pacifique. La vie du Prophète à la Mecque et celle de Médine demeurent des exemples frappants et des preuves irréfutables du caractère pacifique de l’islam et de son incitation à la paix universelle.
La citoyenneté, le patriotisme et l’attachement à une patrie sont entre autres des sentiments innés et naturels auxquels l’islam a incité tous musulmans
(La citoyenneté en islam constitue à sensibiliser le citoyen musulman de ses devoirs et de ses droits en lui inculquant la relation qui il doit entretenir avec les autres membres de la société, une relation fondée sur l’amour, la paix et la tolérance)
*Lorsque Assilguiffari visita le Prophète il fut questionné dans quel état as-tu laissé la Mecque ? Répondant il commença à décrire la verdure, le climat doux et la paix qui y régnait, le Prophète aussitôt éprouva le mal des pays et ressentit son fort attachement à sa ville natale et dit à son compagnon : arrête et ne nous attriste pas plus  (Ibn HajarAsqalaani)
*Le Prophète a manifesté une fois de plus son patriotisme lorsque il était contraint de quitter sa ville, il dit : quelle magnifique ville la Mecque !!!! Je t’aime, et si ce n’est que j’étais contraint de te quitter j’aurais t’habité de manière constante (Tirmiji)
*Arrivé à Médine il adopta également cette nouvelle ville comme sa propre ville, pour prouver en étant le modèle de tous musulman que le musulman où qu’il soit demeure une source de paix et de sécurité. Voilà pourquoi aussitôt arrivé à la Médine il établit un pacte de paix entre toutes les diverses communautés de Médine chrétienne juive et animistes
C’est lui qui déclara un jour s’adressant à la montagne d’ouhoud ( la montagne d’ouhoud nous aime et nous l’aimons également)
Les caractéristiques d’un citoyen musulman selon la vision islamique :
-          Être intègre et véridique :  le coran incite à l’intégrité par des versets claires tels que le verset de Tawba, il raconte les récits des prophètes précédents comment ils étaientintègres et véridique tel que le récit de Moïs. Le prophète a également raffermit ce sens en exhortant tout musulman à demeurer véridique et intègre car il fut lui-même appelé dans sa société Sadik Amin avant qu’il ne soit messager d’Allah.
-          S’écarter de perversion et de la corruption  
-          Être productif créatif inventif et généreux : l’exemple des immigrés mecquois et les
hôtes médinois (mouhajir et ansar) est unique à son genre. Verset de Hashr
-          être tolérant et respectueux, le coran nous raconte l’histoire des prophètes et comment ils subissaient des ennuis des chagrin et des mauvais traitements et malgré tout cela,  ils gardaient leur sang-froid comme l’histoire de Houd avec son peuple
-          Être courageux dans la vérité et savoir critiquer, en auto critiquant, tout en dénonçant les mauvaises attitudes et toutes les mauvaises œuvres dans la société à l’instar du croyant de Moïs
-          Avoir altruisme tout en s’écartant de l’égoïsme et d’égocentrisme :observons le doua formulé par le Prophète Abraham et le croyant de Yassin
-          Avoir l’amour du travail et le travail bien fait (verset de tawba) 
-          Donner la priorité à l’intérêt général avant l’intérêt personnel
-          Rester ouvert au dialogue et avoir un horizon vaste
« L’islam nous pousse, puisqu’on a signé un contrat, le contrat social, comme dit Rousseau, (…) qui est de respecter les lois, (…) comme l’islam nous pousse à respecter nos contrats, on est obligé en tant que musulman de respecter les nôtres. Aucune incompatibilité entre la pratique et le fait de vivre en France

« L’identité du musulman pratiquant ne se conçoit pas sans une participation sociale effective », écrit Tariq Ramadan dans un ouvrage fréquemment cité lors des entretiens ; « l’islam exige de tout musulman, où qu’il soit, qu’il lutte contre les inégalités et les injustices sociales
 Ramadan (T.), (Les musulmans dans la laïcité. Responsabilités)

Par Dr.Hamadou BOLY

Conférence débat : La citoyenneté en islam

من طرف Abdoul karim CISSE  |  نشر في :  الأربعاء, يناير 13, 2016 0 تعليقات

La citoyenneté en islam

Comment peut-onêtre un bon citoyen musulman dans un pays non musulman ?
 Peut-onêtre un bon citoyen non musulman dans un pays islamique ?
Comment l’islam a –t- il  instauré unecohabitation pacifique entre diverses communautés ?
Telles sont, entre autres, des questions qui seront traitées.
Nous savons certes que l’islam a prôné la paix, la tolérance et le vivre ensemble pacifique. La vie du Prophète à la Mecque et celle de Médine demeurent des exemples frappants et des preuves irréfutables du caractère pacifique de l’islam et de son incitation à la paix universelle.
La citoyenneté, le patriotisme et l’attachement à une patrie sont entre autres des sentiments innés et naturels auxquels l’islam a incité tous musulmans
(La citoyenneté en islam constitue à sensibiliser le citoyen musulman de ses devoirs et de ses droits en lui inculquant la relation qui il doit entretenir avec les autres membres de la société, une relation fondée sur l’amour, la paix et la tolérance)
*Lorsque Assilguiffari visita le Prophète il fut questionné dans quel état as-tu laissé la Mecque ? Répondant il commença à décrire la verdure, le climat doux et la paix qui y régnait, le Prophète aussitôt éprouva le mal des pays et ressentit son fort attachement à sa ville natale et dit à son compagnon : arrête et ne nous attriste pas plus  (Ibn HajarAsqalaani)
*Le Prophète a manifesté une fois de plus son patriotisme lorsque il était contraint de quitter sa ville, il dit : quelle magnifique ville la Mecque !!!! Je t’aime, et si ce n’est que j’étais contraint de te quitter j’aurais t’habité de manière constante (Tirmiji)
*Arrivé à Médine il adopta également cette nouvelle ville comme sa propre ville, pour prouver en étant le modèle de tous musulman que le musulman où qu’il soit demeure une source de paix et de sécurité. Voilà pourquoi aussitôt arrivé à la Médine il établit un pacte de paix entre toutes les diverses communautés de Médine chrétienne juive et animistes
C’est lui qui déclara un jour s’adressant à la montagne d’ouhoud ( la montagne d’ouhoud nous aime et nous l’aimons également)
Les caractéristiques d’un citoyen musulman selon la vision islamique :
-          Être intègre et véridique :  le coran incite à l’intégrité par des versets claires tels que le verset de Tawba, il raconte les récits des prophètes précédents comment ils étaientintègres et véridique tel que le récit de Moïs. Le prophète a également raffermit ce sens en exhortant tout musulman à demeurer véridique et intègre car il fut lui-même appelé dans sa société Sadik Amin avant qu’il ne soit messager d’Allah.
-          S’écarter de perversion et de la corruption  
-          Être productif créatif inventif et généreux : l’exemple des immigrés mecquois et les
hôtes médinois (mouhajir et ansar) est unique à son genre. Verset de Hashr
-          être tolérant et respectueux, le coran nous raconte l’histoire des prophètes et comment ils subissaient des ennuis des chagrin et des mauvais traitements et malgré tout cela,  ils gardaient leur sang-froid comme l’histoire de Houd avec son peuple
-          Être courageux dans la vérité et savoir critiquer, en auto critiquant, tout en dénonçant les mauvaises attitudes et toutes les mauvaises œuvres dans la société à l’instar du croyant de Moïs
-          Avoir altruisme tout en s’écartant de l’égoïsme et d’égocentrisme :observons le doua formulé par le Prophète Abraham et le croyant de Yassin
-          Avoir l’amour du travail et le travail bien fait (verset de tawba) 
-          Donner la priorité à l’intérêt général avant l’intérêt personnel
-          Rester ouvert au dialogue et avoir un horizon vaste
« L’islam nous pousse, puisqu’on a signé un contrat, le contrat social, comme dit Rousseau, (…) qui est de respecter les lois, (…) comme l’islam nous pousse à respecter nos contrats, on est obligé en tant que musulman de respecter les nôtres. Aucune incompatibilité entre la pratique et le fait de vivre en France

« L’identité du musulman pratiquant ne se conçoit pas sans une participation sociale effective », écrit Tariq Ramadan dans un ouvrage fréquemment cité lors des entretiens ; « l’islam exige de tout musulman, où qu’il soit, qu’il lutte contre les inégalités et les injustices sociales
 Ramadan (T.), (Les musulmans dans la laïcité. Responsabilités)

Par Dr.Hamadou BOLY

0 التعليقات:

الاعضاء

Latest Tweets

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Sample Video Widget

جميع الحقوق محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

ترجمة

كتابا

المدونات

back to top