مفهوم الإرهاب وموقف الإسلام منه

من طرف Abdoul karim CISSE  |  نشر في :  الثلاثاء, أبريل 08, 2014 0

مفهوم الإرهاب وموقف الإسلام منه


بداية لابد من الإقرار بأن هناك عدداً كبيراً جداً من التعريفات لمفهوم الإرهاب - رصد بعض الباحثين أكثر من 900 تعريف للإرهاب - وذلك بحكم تعقد الظاهرة وتعدد مستوياتها وتباين وجهات النظر بشأنها، سواء بالنسبة للأشخاص أو القوى السياسية أو الدول التي تواجهها، بالإضافة إلى تداخل الاعتبارات السياسية مع الاعتبارات الموضوعية الأخرى. ومن هنا يبدو أن لكل طرف – شخصاً أو حزباً أو دولة – رؤيته الخاصة لهذه الظاهرة والمختلفة عن رؤى الآخرين، وذلك انطلاقاً من المقولة الشائعة التي ترى أن (الإرهابي في نظر البعض هو مقاتل من أجل الحرية في نظر البعض الآخر).
ولهذا فإنه ليس من الصعب إنشاء تعريف مقبول ضمن أوساط جماعة متآلفة بعينها، وأما المشكلة فتبدأ حين تحاول تلك المجموعة الانخراط في حوار مع الآخرين.
"ولأن الإرهاب ينطوي على مشاعر بالغة الحدة، تعود جزئياً إلى رد الفعل على الأهوال المقترنة به، وتعود في جزئها الثاني إلى سياقه الأيديولوجي، فإن من الصعوبة العثور على تعريف دقيق يضمن توافق جميع الأطراف المشاركة في النقاش...إن أكبر العوائق أمام الدراسة الجادة للإرهاب هي أن الإرهاب في الجوهر مشكلة أخلاقية. وهذا واحد من أبرز الأسباب الكامنة في صعوبة التوصل إلى تعريف للإرهاب"(1)
وهناك عدة إشكاليات تعوق الوصول إلى مفهوم متفق عليه نحو الإرهاب يتمثل أهمها فيما يلي:(2 )
أولاً: إشكاليات على المستوى النظر: تتصل بالمفاهيم والمعاني والأطر، وهى تشمل عدة إشكاليات أهمها: عدم وجود إجماع بين الباحثين حول مفهوم الإرهاب بسبب تباين الثقافات والأهداف – تداخل مفهوم الإرهاب مع عدد من المفاهيم القريبة في المعنى مثل مفاهيم: العنف السياسي أو الجريمة السياسية أو الجريمة المنظمة أو التطرف - أن مفهوم الإرهاب ديناميكي ومتطور تختلف صوره وأشكاله ودوافعه باختلاف الزمان والمكان.
ثانياً: إشكالية على المستوى المنهجي: فغالبية ما كتب حول الظاهرة من بحوث ودراسات تتصف بأنها ذات طابع نظري عام يصف الظاهرة دون استخدام المناهج العلمية الدقيقة.
ثالثاً: إشكالية غياب الموضوعية في تحليل ظاهرة الإرهاب.
رابعاً: إشكالية غياب التكوين المعرفي حول هذه الظاهرة: فالدراسات حولها ذات طابع سيأسى وقانوني فقط، ولذا لابد من قيام تخصص جديد يستند على التداخل المعرفي والمنهجي بين علوم الاجتماع والسياسة والانثروبولوجيا والاقتصاد وغيرها، لرصد وتحليل الظاهرة من أبعاد منهجية متعددة للكشف عن ماهيتها وأسبابها وطرق التصدي لها.
ويمكن أن نضيف إلى الإشكاليات السابقة بعض الأسباب الجزئية التي تحول دون التوصل إلى تعريف محدد لمفهوم الإرهاب والتي أهمها:(3)
1- اختلاف المفاهيم والرؤى حول العنف والإرهاب والمعايير المتصلة بهما.
2- استفادة بعض الدول من ذوبان هذه المفاهيم وعدم تحديدها، وخاصة أمريكا وإسرائيل، وذلك للتحرك السياسي والعسكري والاقتصادي ضمن مفهوم فضفاض يفصلونه حسب مرادهم.
3- استفادة بعض الحكومات المحلية لتصفية خصوماتها تحت طائلة هذه المفاهيم غير المحددة.
4- غلبة الفكر البرجماتي المادي القائم على مفاهيم نفاقية (الوصول للكسب بأي طريقة – تطبيق معايير مزدوجة – النسبية الأخلاقية) ومن أبشع من يطبق هذه المفاهيم الحكومة الأمريكية ومن خلفها اللوبي اليهودي.

معنى الإرهاب في اللغة
" تكاد تتفق المراجع الأجنبية على أن مصدر كلمة Terrorism في اللغة الإنجليزية هو الفعل اللاتيني Ters الذي استمدت منه كلمة Terror أي الرعب أو الخوف الشديد "(4)
أما فى اللغة العربية فقد " اشتقت كلمة إرهاب من الفعل المزيد (أرهب) ويقال أرهب فلان فلاناً أي خوفه وأفزعه، وهو نفس المعنى الذي يدل عليه الفعل المضعف (رهّب) أما الفعل المجرد من نفس المادة وهو (رهب) يرهب رهبة ورهباً فيعنى خاف، فيقال رهب الشيء رهباً ورهبة أي خافه، أما الفعل المزيد بالتاء (ترهب) فيعنى انقطع للعبادة في صومعته، ويشتق منه الراهب والرهبانية ..الخ، وكذلك يستعمل الفعل ترهب بمعنى توعد إذا كان متعدياً فيقال: ترهب فلاناً: أي توعده، وكذلك تستعمل اللغة العربية صيغة (استفعل) من نفس المادة فتقول استرهب فلاناً أي أرهبه "(5 )
تعريف مصطلح الإرهاب
على الرغم من وجود اثنتي عشرة اتفاقية دولية حول الإرهاب، فإن المجتمع الدولي لما يتوصل بعد إلى تعريف محدد لمفهوم الإرهاب الذي تدور حوله كل تلك الاتفاقيات والقرارات.
ولأن مفهوم الإرهاب تحول إلى إشكالية معقدة، فإن الناس رضوا بالتوصيف لا التعريف، والتوصيف مرتبط بذوات الأحداث لا بذات الظاهرة. ومما يعمق الإشكالية تعدد مثيرات الإرهاب، إذ أن لكل مثير حيثياته ومغايرته، وباختلاف المثير يختلف المفهوم والموقف.
"وفى ظل تعدد الأسباب والمفاهيم والمكاييل والحياد والانحياز السلبيين تبدت للمتابع عشرات الرؤى والتصورات المعمقة للإشكالية بحيث لم تكن وقفاً على التعريف، وإنما هي في المفاهيم والمواقف. فجذر (رهب) من حيث (لغويته) يعنى التخويف والقمع، ومن حيث (إجراؤه) يعنى مباشرة الاعتداء، ومن حيث (الممارسة) يكون فردياً وجمعياً ودولياً، ومن حيث (الأهداف) يكون ضد أي كيان سياسي أو ديني أو عرقي، ومن حيث (الدوافع) يكون بسبب اضطهاد أو اعتداء أو انحياز أو هو مبدئي تمليه أيديولوجية معينة وتفرضه نحلة متطرفة، ومن حيث (النتائج) يؤدى إلى الفوضى والاضطراب واختلال الأمن والتخلف. إذ هناك مسلمات لا يختلف حولها أحد، وحين نفرق بين الدلالة والمفهوم نكون قد وضعنا المؤشر على المفصل "(6 )
"نحن إذن بصدد تشوش في الحقل الدلالي. وهو تشوش غير قابل للاختزال في الحدود بين المفاهيم ... وكل هذه الأشياء لا يجب التعامل معها باعتبارها مجرد خلل في التنظير أو فوضى في المفاهيم ... فعلى العكس من ذلك، يجب أن نرى فيها استراتيجيات وعلاقات القوى. فالقوى المهيمنة هي القوى التي تتمكن في ظروف معينة من فرض تسمياتها ومن ثم فرض التأويل الذي يناسبها وبالتالي إضفاء الشرعية على هذه التسميات بل وتقنينها "( 7)
ومن هنا، " فإن الطابع الزلق لمفهوم الإرهاب (أياً كان تعريفه في نهاية المطاف) يتبدى على أوضح صورة في استخدامه الانتقائي، وخصوصاً استخدامه الانتقائي الإزدرائى."( 8) وهذا هو نفس ما يؤكده فيلسوف التفكيك الفر نسى جاك دريدا قائلاً إنه " كلما ازداد المفهوم غموضاً كلما أصبح عرضة للتطويع الانتهازي ... فقد أمكن الإشادة بإرهابيين باعتبارهم مكافحين من أجل الحرية – في سياق المقاومة ضد الاحتلال السوفيتي في أفغانستان على سبيل المثال – وجرى التنديد بهم باعتبارهم إرهابيين في سياق آخر."( 9)
ومما لا شك فيه أن المصطلحات التي تستخدم لوصف حدث تاريخي معين هي التي تحدد فهمنا له، وإذا جردناها من التحديد فإن الكلمات تصبح حواجز أمام المعرفة، وهذا ما هو حاصل الآن عندما يناقش موضوع الإرهاب وتختلف النظرة إليه بين العرب والغربيين. ويتبدى ذلك بوضوح عند استعراضنا لبعض التعريفات التي قدمت لمفهوم الإرهاب سواء في الغرب أو الشرق، وسواء من قبل أفراد أو منظمات، والتي منها:
1- تعرف موسوعة Encarta الإلكترونية الإرهاب Terrorism بأنه: استعمال العنف أو التهديد باستعماله من أجل إحداث جو من الذعر بين أناس معينين يستهدف مجموعات عرقية أو دينية أو حكومات أو أحزاباً سياسية أو غيرها.(10 )
2- الإرهاب هو عنف منظم ومتصل بقصد خلق حالة من التهديد العام، الموجه إلى دولة أو جماعة سياسية، والذي ترتكبه جماعة منظمة بقصد تحقيق أهداف سياسية.( 11)
3- تعريف ثورنتون: الإرهاب فعل رمزي يراد منه التأثير في السلوك السياسي عن طريق وسائل غير عادية تنطوي على استخدام التهديد بالعنف.( 12)
4- الإرهاب هو استعمال العنف أو التهديد باستعماله ضد الأفراد أو الجماعات أو الدولة بغية تحقيق هدف غير مشروع يؤثر على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة والتي أقرها المجتمع.( 13)
5- الإرهاب هو استخدام العنف من جانب الجماعات غير الحكومية من أجل انجاز أهداف سياسية.( 14)
6- تعريف كرينشاو: الاستعمال المنظم للعنف السياسي غير التقليدي بواسطة مجموعات تآمرية صغيرة بهدف التأثير في الاتجاهات السياسية.( 15)
7-      تعريف لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي لمجلس الشورى المصري الإرهاب بأنه: استعمال العنف - بأشكاله المادية وغير المادية - للتأثير على الأفراد أو المجموعات أو الحكومات، وخلق مناخ من الاضطراب وعدم الأمن، بغية تحقيق هدف معين، يرتبط بتوجهات الجماعات الإرهابية، لكنه - بصفة عامة - يتضمن تأثيراً على المعتقدات أو القيم أو الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية السائدة، التي تم التوافق عليها في الدولة والتي تمثل مصلحة قومية عليا للوطن.( 16)
8- تعريف الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الصادرة بالقاهرة عام 1998: كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أياً كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردى أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر.( 17)
9- تعريف المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة في دورته السادسة عشرة المنعقدة في الفترة من 5-11/1/2002م: العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغياً على الإنسان – دينه، ودمه، وعقله، وماله – بغير حق، ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبيل وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردى أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أموالهم للخطر. ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والأملاك العامة أو الخاصة أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو الطبيعية للخطر، فكل هذا من صور الفساد في الأرض التي نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين عنها {وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}( 18)
10- يعرف مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية الإرهاب بأنه: الاستخدام غير المشروع للقوة أو العنف من قبل مجموعة من الأفراد، لهم صلة ما بدولة أجنبية، أو تتجاوز أنشطتهم الحدود القومية، ضد أشخاص وممتلكات، لترويع أو إكراه حكومة ما والسكان المدنيين أو أي جزء منها، لتعزيز أهداف سياسية أو اجتماعية. ( 19)
11- تعريف وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) عام 1980: التهديد الناشئ عن عنف من قبل أفراد أو جماعات.
12- تعريف وزارة العدل الأمريكية عام 1984: أسلوب جنائي عنيف يقصد به بوضوح التأثير على حكومة ما عن طريق الاغتيالات أو الخطف.
13- تعريف وزارة الدفاع الأمريكية عام 1986: الاستعمال أو التهديد غير المشروع للقوة ضد الأشخاص أو الأموال، غالباً لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو عقائدية.
14- تعريف وزارة الخارجية الأمريكية عام 1988: عنف ذو باعث سياسي يرتكب عن سابق تصور وتصميم وضد أهداف غير حربية من قبل مجموعات وطنية فرعية أو عملاء دولة سريين، ويقصد به عادة التأثير على جمهور ما.
15- تعريف مكتب جمهورية ألمانيا الاتحادية لحماية الدستور1985: كفاح موجه نحو أهداف سياسية يقصد تحقيقها بواسطة الهجوم على أرواح وممتلكات أشخاص آخرين، وخصوصاً بواسطة جرائم قاسية.
16- تعريف دائرة المعارف الروسية: سياسة التخويف المنهجي للخصوم بما في ذلك استئصالهم مادياً.(20)
17- تعريف تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الصادر في أكتوبر 2001: العنف المتعمد ذو الدوافع السياسية والذي يرتكب ضد غير المقاتلين، وعادة بنية التأثير على الجمهور ... والإرهاب الدولي هو الإرهاب الذي يشترك فيه مواطنو أكثر من دولة واحدة أو يتم على أرض أكثر من دولة.(21 )
وبالتأمل في التعريفات السابقة يمكننا الخروج بالملاحظات التالية:
1. جميع التعريفات الغربية التي قدمت للإرهاب، سواء من خلال أفراد أو منظمات، تتسم بأنها فضفاضة، غير دقيقة، لا تفرق بين الأنواع المختلفة من الفعل العنيف، وتخلط بين الإرهاب والعنف السياسي، كما تخلط بين إرهاب الأفراد أو الجماعات وإرهاب الدول، كما تتجاهل في أغلبها الدوافع المسببة للإرهاب، ولا تحدد بشكل دقيق أشكال الإرهاب المختلفة، وبالتالي فهي غير موضوعية.
2. أغلب التعريفات الأمريكية للإرهاب تخلط، بشكل متعمد غالباً، بين الإرهاب والكفاح المسلح المشروع ضد الاحتلال الأجنبي، لأهداف تخص مصلحتها أولاً، ومصلحة الصهيونية العالمية ثانياً، حيث تصنف ضمن جرائم الإرهاب أعمالاً لا يمكن بأي حال أو معيار للشرعية الدولية إلا أن تكون مقاومة مسلحة مشروعة ضد الاحتلال.
3. " التعريف الرسمي للإرهاب من قبل المؤسسات الأمريكية لا يحدد أبداً نوعية مصادر الفعل الإرهابي أو فئة من قاموا بارتكابه. فهو لا يحدد أبداً إذا كان هذا من فعل فئة فردية أو جماعية، قومية أو دولية، من فعل دولة معينة أو خارجاً عن إطار الدولة ... وهذا التعريف فضفاض لدرجة أنه ينسحب على جميع الجرائم وعلى جميع الاغتيالات، ومن ثم فهو تعريف غير صارم. حيث إننا لم نعد نرى ما الفرق بين الجريمة الإرهابية والجريمة غير الإرهابية، ولا الفرق بين الإرهاب القومي والإرهاب الدولي، ولا الفرق بين فعل الحرب وفعل الإرهاب، ولا الفرق بين ما هو عسكري وما هو مدني."( 22)
4. تميل التعريفات العربية للإرهاب أكثر إلى الموضوعية – رغم قصور بعضها – حيث يتحرر واضعوها من التحيز الذي يدمغ التعريفات الغربية.
5. يعتبر تعريف المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة أشمل التعريفات؛ حيث يتسع ليشمل كل أشكال الإرهاب المادي والمعنوي، الفردي والجماعي والدولي، حيث يرد الإرهاب بالمفهوم الغربي الذي يشتمل على القتل والتدمير والترويع، إلى مفهومه الإسلامي وهو مفهوم (الحرابة) و (الإفساد في الأرض)، ولكن يؤخذ عليه إغفاله للدوافع  المختلفة للإرهاب، وعلى رأسها الدوافع السياسية، كما يلاحظ أنه لم يختلف كثيراً عن تعريف الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، بل يكاد يكون متطابقاً معها.
وهكذا نجد أن " كلمة الإرهاب اليوم أخذت في لغتنا، بتأثير الأحداث والمتغيرات معنى (الرعب الدموي والعدوان المادي والمعنوي والمس بأبرياء والقيام بأعمال من شأنها التأثير سياسياً ونفسياً على الجهة المستهدفة لإرغامها على اتخاذ قرار أو تعديل قرار، أو أداء ما يريده صاحب الفعل الإرهابي من المستهدف بالفعل المنفذ من أغراض) ... كما أدى الاستخدام السياسي والإعلامي للكلمة إلى انحراف في اتجاهين: اتجاه يبعدها عن مدلول الردع أو الزجر الشديد الذي تنطوي عليه وتنم عنه وتنذر به. وآخر يعتمد على خلط مقصود – أو غير مقصود – للمفاهيم والدلالات حيث يطلق كلمة الإرهاب بكل دلالتها وإيحاءاتها السلبية والجرمية على أفعال مشروعة مثل مقاومة الاحتلال."( 23)
وفى ظل هذه الظروف يصبح الإرهاب " ثوباً فضفاضاً تضعه قوى معينة على جسد غيرها وتوجه الاتهام لها في ظل غيبة التعريف القانوني الدقيق واختلاط المفاهيم المرتبطة به، وهو أمر يدعو إلى القلق الحقيقي؛ فسوف يتحول ذلك الرداء الأحمر الذي يشبه (بدلة الإعدام) إلى ذريعة لتصفية من يريدون الخلاص منه، وتشويه من يرغبون في إقصائهم."( 24)
هذا ويميل الكاتب إلى الأخذ بتعريف محدد للإرهاب يتمثل في أنه:
(استخدام العنف والعدوان – بأشكاله المادية وغير المادية – أو التهديد باستخدامه، ضد الأرواح والأموال والممتلكات الخاصة أو العامة والموارد الوطنية أو الطبيعية، من قبل أفراد أو جماعات أو دول، للتأثير على أفراد أو جماعات أو دول وحكومات أخرى، وخلق مناخ من الاضطراب وفقدان الأمن وإشاعة الرعب والخوف بين الناس، بهدف تحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ترتبط بتوجهات القائمين بالفعل الإرهابي، وتتعارض مع مصالح المستهدفين بهذا الفعل).
موقف الإسلام من الإرهاب
يؤكد المفكر المصري الدكتور جلال أمين – أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة -  أنه " مهما كانت الكذبة كبيرة، فيكفى أن تكررها عدداً من المرات، وبإلحاح وصوت مرتفع، حتى يصدقك عدد كبير من الناس."(25) هذا القول ينطبق تماماً على محاولات الغرب المستميتة بقيادة الولايات المتحدة الربط بين العرب والمسلمين وبين الإرهاب. فالعرب والمسلمين يتعرضون اليوم، في عصر العولمة، لحملة من التشهير والتحقير لم يتعرضا لمثلها في تاريخهم الطويل.
وكلمة الإرهاب لها في الثقافة العربية الإسلامية معناها اللغوي ودلالتها الشرعية؛ إذ هي مصدر للفعل الرباعي (أرهب يرهب إرهاباً) بمعنى أخاف يخيف إخافة، وجذرها في الفعل الثلاثي رهب بمعنى خاف، ودلالة الفعل هنا دلالة معنوية، لا تتجاوز إلى الفعل المادي، بمعنى أن التخويف لا يعنى الضرب أو القتل، بل إظهار وسائل ودلائل الحزم والقوة لردع الآخر (العدو) وإخافته وإرهابه. وتظهر هذه الدلالة واضحة في الآية الكريمة التي ورد فيها لفظ (ترهبون) في قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} [الأنفال:60]. فالأمر بالإعداد هنا دعوة لرفع درجة الاستعداد الدائمة، وإبراز مظاهر القوة عياناً للعدو الظاهر المبارز بالعداوة، والعدو الخفي المتمثل في المنافقين والمتربصين.
" وهنا نجد أن مفهوم الإرهاب في الآية الكريمة مفهوم وقائي، يقوم على ردع العدو عن الإتيان بأفعال العدوان المادية، ودفعه للتفكير أكثر من مرة قبل الإقدام على ذلك، مما يضمن حالة من الاستقرار والسلام. وهذا المفهوم للإرهاب، أي الردع، أمر مشروع تمارسه القوى الدولية بلا حرج، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية."(26)
 " وقد أصبح اسم الإرهاب يستعمل للدلالة على مفهوم جديد يقابل دلالة اسمTerrorism الذي يعنى السلوك المضاد لما وصفنا، لكونه ليس مجرد وعيد بل هو تصرف نسقى يستند إلى العدوان الفعلي، فهو ليس قوة ردع فحسب بل هو تركيع لإرادة الغير بالقوة المتوحشة خارج التحديدات القانونية والقوة العامة التي تعضدها أعنى بغير القوة الشرعية. إنه إذن ضرب من الخروج عن القانون في استعمال القوة من أجل غايات غير شرعية. لذلك فحكمه الشرعي هو حكم الحـرابة* داخلياً، وحكم الغزو الأجنبي خارجياً."(27)
وهكذا نجد أن مصطلح الإرهاب جاء في القرآن الكريم في دلالات مختلفة لا صلة لها البتة بالمفهوم الغربي له، إنه نوع من المقاومة القبلية أو الدفاع عن النفس والدين عن طريق الوقاية من الاضطرار إلى الرد على العنف بالعنف المضاد. ويلاحظ أن القرآن الكريم لم يستعمل مصطلح الإرهاب بهذه الصيغة، وإنما اقتصر على استعمال صيغ مختلفة الاشتقاق من نفس المادة اللغوية، بعضها يدل على الإرهاب والخوف والفزع، والبعض الآخر يدل على الرهبنة والتعبد.
وهكذا وردت مشتقات مادة (رهب) سبع مرات في مواضع مختلفة من الذكر الحكيم لتدل على معنى الخوف والفزع، مثل: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة:40] – {قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}[الأعراف:116]- {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} [الأنفال:60] – {وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}[ النحل:51] - {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:90] – {لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} [الحشر:13]. ووردت مشتقات نفس المادة خمس مرات في مواضع مختلفة لتدل على الرهبنة والتعبد، مثل: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد:27] – {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة:31]. بينما لم ترد مشتقات مادة (رهب) كثيراً في الحديث النوى، ولعل أشهر ما ورد هو لفظ (رهبة) في بعض الأحاديث النبوية منها حديث الدعاء (وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك). ومما يلاحظ أيضا أن القرآن الكريم والحديث النبوي قد اشتملا على بعض المفاهيم التي تتضمن معاني ودلالات الإرهاب والعنف بمعنى استخدام القوة أو التهديد لتحقيق أهداف معينة، ومن هذه المفاهيم: القتل والبغي والحرابة والعدوان..الخ.(28)
ولا يخفى على عارف بحقيقة الإسلام وعظيم شمائله براءته من وصمة الإرهاب؛ فالإسلام هو السلام، وقد قال الله تعالى مرادفاً بين الإسلام والسلام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة:208]. أي أدخلوا في الإسلام الذي هو السلم. وفي مقابل ذلك حرم الإسلام وجرم كل مظاهر الإرهاب وأنواعه، واعتبرها فساداً وإفساداً في الأرض.
"كما أمر بمسالمة الأعداء بقوله تعالى في سورة الأنفال: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} - وهى مسالمة مشروطة بمسالمة الطرف الآخر - والسلام أحد أسماء الله الحسنى، ودار السلام أحد أسماء الجنة. ومن أجل ذلك ابتعدت الدعوة إلى الإسلام عن الحرب والإكراه، واعتمدت على الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالحسنى. وهذه الأحكام تتفق مع ما قرره ميثاق هيئة الأمم المتحدة بتحريم اللجوء إلى القوة كأصل عام."(29)
وحتى الحروب التي خاضها الإسلام، لم تكن إلا ضرورة فرضتها ظروف خاصة، كدفع الظلم أو رد الاعتداء أو الدفاع عن العقيدة. و" مما يدل على أن حرب الإسلام لم تكن تعطشاً للدماء ولا حباً للانتقام، التوجيه بعدم التعرض لغير الحاملين للسلاح من الرهبان والنساء والصبيان، والتوصية بالرحمة البالغة في الحرب، فهي كالعملية الجراحية ضرورة تقدر بقدرها، والتوصية بقبول الصلح إن عرضه الأعداء، وكذلك التوصية بعدم تخريب العمران لغير ضرورة الحرب، والإحسان إلى الأسرى، وغير ذلك من آداب الحرب العظيمة التي فصلها العلماء." (30)
وقد ظل المسلمون لأكثر من ثلاثة عشر عاماً يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجادلون الذين كفروا والمشركين بالتي هي أحسن، صابرين على كل ما ينالهم من أذى وظلم واضطهاد وقهر وترويع على أيدي قريش ومن حولها، حتى أذن الله لهم بالدفاع عن أنفسهم والرد على هذا الظلم والقهر في قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:39-40] ، وهو النص القرآني الذي يعطى للمقاومة شرعيتها الكاملة بكل وضوح وصراحة.
وإذا كان الإسلام قد أباح القتال في حالات محددة ومحدودة، فإنه في نفس الوقت، وضع لها شروطاً وضوابط ومعايير يجب على المسلم ألا يتجاوزها، ومنها: التنبيه على ضرورة المعاملة الحسنة لغير المسلمين الذين لم يناصبوا المسلمين العداء بقوله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.وضرورة إجارة وحماية المشركين إن استجاروا بالمسلمين في قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ}، وأيضاً النهى عن الإفساد في الأرض وتخريبها في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بالإثم فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة:204-206].
وقد وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعض الضوابط الأخلاقية للمقاتلين في الغزوات الإسلامية، وأمرهم بالالتزام بها، تمثلت في قوله: (انطلقوا باسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله، لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيراً، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضمنوا غنائمكم، وأصلحوا وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين). رواه أبو داود وصححه الألباني. وهى نفس الوصايا التي التزم بها خلفاؤه من بعده في حروبهم لنشر الإسلام. فقد ورد " أن الخليفة أبا بكر بعث الجيوش إلى الشام، وبعث يزيد بن أبى سفيان أميراً، فقال: (إنك ستجد قوماً زعموا أنهم حبسوا أنفسهم في الصوامع، فدعهم وما زعموا، وإني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأة، ولا صبياً، ولا كبيراً هرماً، ولا تقطعن شجراً مثمراً، ولا نخلاً، ولا تحرقها، ولا تخرب عامراً، ولا تعقرن شاة ولا بقرة إلا لمأكلة، ولا تجبن ولا تُغل).
"ومن الواضح أن ما ورد في هذه الوصية ونظائرها لأفراد الجيوش يتطابق إلى حد كبير مع ما نصت عليه اتفاقيات جنيف الأربعة الموقعة في 13 أغسطس 1949م الخاصة بضحايا الحرب. فقد ورد في المادة 147 من الاتفاقية الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب منع القيام بالأعمال الآتية ضد المدنيين الذين تحميهم هذه الاتفاقية: (القتل العمد، التعذيب أو المعاملة البعيدة عن الإنسانية، بما في ذلك التجارب الخاصة بعلم الحياة، الأعمال التي تسبب آلاماً شديدة أو إصابة خطيرة للجسم أو النفي أو الإبعاد غير القانوني أو الاعتقال غير القانوني للأشخاص المحميين، أخذ الرهائن، والتدمير الشامل للممتلكات."(31) وأنَّى لاتفاقيات جنيف أو غيرها أن تصل إلى ما وصلت إليه الشريعة الإسلامية من احترام للإنسان وحقوقه وكرامته، وما بلغته من تسامح.
وهكذا فإن الإرهاب محرّم في الإسلام لأنه يشتمل على عدة أنواع من المحرمات التي حرمتها الشريعة الإسلامية والتا من أهمها:(32 )
أولاً: الإفساد في الأرض في كل ما يقلق حياة الإنسان واستقراره من تهديد.
ثانياً: هتك حرمة النفس البشرية التي صانها الإسلام، فالجناية على إنسان واحد هى جناية على الجنس البشرى بأكمله، قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} [المائدة:32].
ثالثاً: ترويع الآمنين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً).
رابعاً: الإرهاب نقيض الرحمة، والإسلام دين الرحمة؛ حيث جعل الله عز وجل غاية إرساله للنبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] ، كما وصف كتابه القرآن الكريم بالرحمة فقال: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:52] ، كما كانت وصايا الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمقاتلين في الغزوات الإسلامية هي: (انطلقوا باسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله، لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيراً، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضمنوا غنائمكم، وأصلحوا وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين).
وبناء على ذلك، يتضح جلياً براءة الإسلام وشريعته السمحة من تهمة الإرهاب التي يحاول الغرب وأمريكا إلصاقها به. " أما ربط الحرب على الإرهاب بالحركات الإسلامية بالذات، فيظهر فقط أهمية النفط واللوبي الصهيوني والجغرافيا السياسية للوطن العربي والعالم الإسلامي في إستراتيجية النخب الأمريكية الحاكمة والشركات متعدية الحدود للهيمنة على العالم. ولكن لو دققنا قليلاً سنجد أن ربط الإسلام بالإرهاب لا أساس له من الصحة إلا بقدر ما تعبر الحركات الإسلامية عن موقف رافض للهيمنة الإمبريالية."(33 )
فرغلي هارون
الهوامش:
 (1) غرانت وردلو، مشكلة تعريف الإرهاب، في: الإرهاب قبل 11 أيلول وبعده، مجلة الكرمل، العدد 69، خريف 2001. ص ص 7-8
(2) د. محمد بن عبد الله بن حجر الغامدى، الإرهاب وجدلية التعريف، مجلة الشورى السعودية، السنة السادسة، العدد 64، ذو الحجة 1425هـ.
(3) مجلة المختار الإسلامي، مفهوم العنف وعلاقته بمصطلح الإرهاب والمقاومة المشروعة، الموقع الإلكتروني للمجلة    www.islamselect.com
(4) د. أحمد جلال عز الدين، الإرهاب والعنف السياسي، كتاب الحرية، العدد 10، دار الحرية للصحافة والطباعة والنشر، القاهرة، مارس 1986. ص 22
(5) د. حسن عزوزى، الإسلام وتهمة الإرهاب، سلسلة دعوة الحق، العدد 209، رابطة العالم الإسلامي، أكتوبر 2005. ص ص 14 - 15
(6) د. حسن بن فهد الهويمل، الإرهاب وإشكاليات المفهوم والانتماء والمواجهة، بحث منشور على موقع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف السعودية. ص8      www.alminbar.al-islam.com
(7) جاك دريدا، ما الذي حدث في حدث 11 سبتمبر؟، ترجمة: صفاء فتحي، مراجعة: بشير السباعي، المشروع القومي للترجمة، العدد 531، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2003. ص86
(8) غرانت وردلو، مرجع سابق، ص9
(9) جاك دريدا، مرجع سابق، ص84
( 10) المرجع السابق، ص12
( 11) د. أحمد جلال عز الدين، مرجع سابق، ص49
( 12) غرانت وردلو، مرجع سابق، ص14
( 13) د. محمود حمدي زقزوق (مشرفاً)، الموسوعة الإسلامية العامة، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، 2003. ص104
Giddens, Anthony, Sociology, 3rd ed, Polity Press, Cambridge, 2000. P.751 ( 14)
( 15) Maskliunaite,Asta, Op.Cit.
( 16) هاني خلاف، أحمد نافع، نحن وأوربا: شواغل الحاضر وآفاق المستقبل، مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، القاهرة، 1997. ص185
( 17) د. محمد الحسيني مصيلحى، الإرهاب: مظاهره وأشكاله وفقاً للاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، بحث منشور على موقع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف السعودية. ص8 www.Alminbar.al-islam.com
( 18) رابطة العالم الإسلامي، الإرهاب، ملف خاص من موقع الرابطة الإلكتروني. ص ص 2-3    www.themwl.org
( 19) ويليام بلوم، الدولة المارقة، دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة في العالم، ترجمة: كمال السيد، المشروع القومي للترجمة، العدد 463، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2002. ص64
( 20) التعريفات من 11-16: هاني السباعي، الإرهاب في المنظومة الغربية، مقال منشور على موقع مجلة المختار الإسلامي  www.islamselect.com
( 21) د. طه عبد العليم، خطيئة التعريف الأمريكي للإرهاب، في: مناقشة قانونية وتحليلية لتعريف الإرهاب، ملف خاص من موقع البلاغ.  www.balagh.com
( 22) جاك دريدا، مرجع سابق، ص ص 100-101
( 23) د. على عقلة عرسان، مفهوم الإرهاب ومفهوم المقاومة، مجلة الفكر السياسي، العدد 13/14 عدد مزدوج، ربيع وصيف 2001. الموقع الإلكتروني للمجلة.
(24) د. مصطفى الفقى، العرب الأصل والصورة، دار الشروق، طبعة خاصة بمكتبة الأسرة، 2002. ص304
(25) جلال أمين، عصر التشهير بالعرب والمسلمين، نحن والعالم بعد 11 سبتمبر 2001، دار الشروق، طبعة خاصة بمكتبة الأسرة، 2004. ص26
(26 ) أحمد محمد إبراهيم، الإرهاب نشأ يهودياً والأمريكيون ألصقوه بالإسلام كعدو بديل، مقال منشور على موقع:      www.lahaonlin.com.
* حكم الحرابة هو الوارد في قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة:33].
(27)أبو يعرب المرزوقي، البديل الإسلامي للإرهاب العولمي، مقال منشور على موقع:  www.balagh.com
(28)حسن عزوزي، الإسلام وتهمة الإرهاب، سلسلة دعوة الحق، العدد 209، رابطة العالم الإسلامي، أكتوبر 2005. ص ص 15-17
(29) د. صوفي حسن أبو طالب، الكفاح المشروع للشعوب، في: حقيقة الإسلام في عالم متغير، أبحاث ووقائع المؤتمر العام الرابع عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، 2003. ص679
(30) عطية صقر، الدين العالمي ومنهج الدعوة إليه، سلسلة قضايا إسلامية، العدد 140، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، نوفمبر 2006. ص 93
(31) د. صوفي حسن أبو طالب، مرجع سابق، ص683
(32) رابطة العالم الإسلامي، الإرهاب، ملف خاص، ص ص 9-12، موقع الرابطة الإلكتروني.www.themwl.org
(33)إبراهيم علوش، ماذا تعنى الحرب على الإرهاب؟، دراسة نشرت في الملحق الأسبوعي لجريدة (العرب اليوم) الأردنية في 29/8 و 5/9/2005. موقع مفكرة الإسلام.
المصدر: موقع مسلم أون لاين

التسميات:
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

ترجمة

كتابا

المدونات

back to top